تسعى ثلاث دول عربية، لإعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية، وإعادة تطبيع العلاقات العربية معه، على الرغم من استمرار الظروف والاسباب، التي دفعت الجامعة لتجميد عضوية سورية، نهاية سنة 2011.
وخلال مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” تحدث الأمين العام المساعد للجامعة العربية، حسام زكي، عن جهود بعض الدول في كل عام بإعادة النظام السوري إلى مقر الجامعة.
وفي سؤال حول وجود جهود جزائرية- مصرية- إماراتية لفك تجميد المقعد السوري، لم ينفي زكي ذلك، وأكد “هذا الموضوع يحظى بالاهتمام بشكل موسمي، كلما اقتربت اجتماعات مجلس الجامعة على المستوى الوزاري أو القمة”.
كما أكد أن خلاصة الموقف في الأمانة العامة للجامعة العربية، أنه لم يحدث أي تقدم في مسألة عودة سورية إلى الجامعة، ولا بد أن يكون هناك توافق.
وقال “بينما الواقع يشير إلى وجود وجهات نظر مختلفة بين الدول وتباين، لكن نتابع وبكل اهتمام الأمر، كي نرى ما هي إمكانية انتهاء هذا التباين قبل القمة العربية المقبلة أم سيبقى كما هو”.
وشهدت المرحلة الماضية تقارباً خرج للعلن، بين الإمارات العربية المتحدة ونظام الأسد، تحت حجة الإنسانية والمساعدة في مواجهة فيروس “كورونا المستجد”.
وكان ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، أجرى اتصالاً مع رئيس النظام بشار الأسد، أواخر مارس/ آذار الماضي، وقال في تغريدة على حسابه الرسمي، بموقع “تويتر”، ”بحثت مع الأسد تداعيات كورونا، وأكدت له دعم دولة الإمارات ومساعدتها للشعب السوري الشقيق في هذه الظروف الاستثنائية.. التضامن الإنساني في أوقات المحن يسمو فوق كل اعتبار، وسورية العربية الشقيقة لن تبقى وحدها في هذه الظروف الحرجة”.
وإلى جانب الإمارات، شهدت العلاقات بين نظام الأسد ومصر تحسناً، إثر وصول عبد الفتاح السيسي إلى الحكم، بعد الانقلاب سنة 2013 على سلفه محمد مرسي، الذي عرف بدعمه للمعارضة السورية.
وشهدت الأشهر الماضية، زيارات أمنية بين البلدين، كان آخرها زيارة رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، إلى سورية في مارس/ آذار الماضي.
وكان الأسد قال في مقابلة مع قناة “المنار”، في 2015، إن “هناك تعاوناً بين مصر وسورية على الصعيد الأمني والعسكري، ولقاءات بين مسؤولين سوريين ومصريين”.
و حافظت الجزائر على علاقاتها مع نظام الأسد، خلال السنوات الماضية، واحتفظت بالتمثيل الدبلوماسي فيها، ودعت مراراً إلى إعادة النظام إلى مقاعد الجامعة العربي.
ودعا وزير الخارجية الجزائري، صبري بوقادوم، في يناير/ شباط الماضي، إلى “قبول عودة سورية إلى أحضان جامعة الدول العربية”.
ورداً على هذه الدعوات، أعرب المبعوث الأمريكية الخاص إلى سورية، جيمس جيفري، عن استغرابه من محاولة بعض الدول بالعمل على إعادة نظام الأسد إلى الجامعة العربية.
وتساءل جيفري في مقابلة مع “الشرق الأوسط”، أمس السبت “ما الذي تغير منذ اتخاذ الجامعة العربية قراراها تجميد عضوية الحكومة السورية؟ هل سقط عدد من القتلى الآن أقل ممن سقطوا في السابق؟”.
وأكد جيفري أن “رقم عدد القتلى الآن يصل إلى نصف مليون مواطن عربي في سورية، وهذا ليس من الأمور المشجّعة على دعوتهم مجدداً للانضمام إلى الجامعة العربية، هل امتثل النظام السوري لأي من دعوات الأمم المتحدة للمصالحة؟ كلا، لم يفعل”.
وحول اعتقاد بعض الدول العربية، بأن إعادة نظام الأسد إلى الحضن العربي يبعده إلى إيران، وصف جيفري الفكرة بـ”الجنونية”.
وقال إن “إيران تملك مواطئ أقدام شديدة الرسوخ في الدولة السورية وداخل المجتمع السوري، وهناك ميليشيات جرى تشكيلها، وتمويلها، وتجهيزها من الحكومة الإيرانية وتتلقى أوامرها المباشرة من طهران، هناك مزاعم متداولة، ولم أقف على تأكيد أي منها، ولكنها تتعلق بجهود نشر المذهب الشيعي على حساب المذهب السني في سورية”.
وأضاف جيفري “لا اعتقد أن الأسد سيغير من تحالفه مع إيران، ولكن هل يعتقد من أحد أنه سوف يغير من أسلوب حكمه، أو أن الشعب السوري سوف يقبل بهذا الحاكم القاتل لأبناء شعبه مرة أخرى؟ كلّا البتة”.