قالت وكالة “رويترز” في تقرير لها، اليوم الاثنين، إن إيران وقعت في مأزق كبير عقب التصعيد الحاصل بين إسرائيل وحركة “حماس” في غزة، إلا أنها تتجنب التورط بحرب كبيرة.
ونقلت الوكالة عن تسعة مسؤولين إيرانيين لديهم معرفة مباشرة بطريقة التفكير داخل المؤسسة الدينية الإيرانية، أن طهران لن تتدخل في الصراع ما لم تهاجم إسرائيل مصالحها بشكل مباشر.
وبالتالي فإن أي هجوم كبير ضد إسرائيل، المدعومة من الولايات المتحدة، يمكن أن يلحق خسائر فادحة بإيران، ويثير غضباً شعبياً ضد الحكام الدينيين في دولة غارقة بالفعل في أزمة اقتصادية، حسبما قال المسؤولون.
وحددت المصادر التسعة مختلف الأولويات العسكرية والدبلوماسية والمحلية التي يتم دراستها من قبل كبار صناع الرأي داخل إيران.
ثلاث سياسات
وقال ثلاثة مسؤولين أمنيين للوكالة إنه تم التوصل إلى توافق في الآراء بين كبار صناع القرار في إيران في الوقت الحالي.
ويتمحور هذا التوافق حول ثلاث سياسات، أولها مباركة الغارات التي يشنها “حزب الله” من الأراضي اللبنانية نحو أهداف عسكرية إسرائيلية.
والثانية شن هجمات على أهداف أمريكية من قبل مليشيات متحالفة مع إيران في المنطقة، ومن بينها سورية والعراق.
والسياسة الثالثة منع أي تصعيد كبير من شأنه جر إيران نفسها إلى صراع مباشر.
وبحسب “رويترز” يمكن أن يُنظر إلى التقاعس الإيراني على الأرض على أنه علامة على ضعف المليشيات التي أنشأتها إيران في الشرق الأوسط، نقلاً عن ثلاثة مسؤولين.
وأضافوا أن ذلك “قد يؤثر على مكانة إيران، التي طالما دافعت عن القضية الفلسطينية ضد إسرائيل، وترفض دائماً الاعتراف بإسرائسل وتصفها بأنها محتل شرير”.
وقال دبلوماسي إيراني كبير: “بالنسبة لكبار قادة إيران، وخاصة المرشد الأعلى (آية الله علي خامنئي)، فإن الأولوية القصوى هي بقاء الجمهورية الإسلامية”.
وأضاف: “لهذا السبب استخدمت السلطات الإيرانية لهجة قوية ضد إسرائيل منذ بدء الهجوم، لكنها امتنعت عن التدخل العسكري المباشر، على الأقل في الوقت الحالي”.
أهداف “حزب الله”
منذ بدء التصعيد على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، تبادل “حزب الله” إطلاق النار مع القوات الإسرائيلية على طول الحدود اللبنانية- الإسرائيلية، في اشتباكات أسفرت عن مقتل 14 من مقاتلي الحزب.
وقال مصدران مطلعان على تفكير “حزب الله” لوكالة “رويترز” إن “العنف منخفض المستوى” كان يهدف إلى إبقاء القوات الإسرائيلية مشغولة، دون فتح جبهة جديدة كبيرة.
ووصف أحدهما هذا التكتيك بأنه شن “حروب صغيرة”.
ولم يقم الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، المعروف بإصدار تهديدات ضد إسرائيل في خطاباته، بإلقاء أي خطاب علني منذ بدء الحرب.
وقالت ثلاثة مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة المستوى، ومصدر أمني غربي للوكالة، إن إسرائيل لا تريد مواجهة مباشرة مع طهران.
وأضافوا أنه على الرغم من قيام الإيرانيين بتدريب “حماس” وتسليحها، إلا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن لديهم علم مسبق بهجوم 7 أكتوبر الذي نفذته “حماس” داخل إسرائيل تحت ما يعرف بعملية “طوفان الأقصى”.
وسبق أن نفى خامنئي، المرشد الأعلى، تورط إيران في الهجوم، رغم أنه أشاد بالأضرار التي لحقت بإسرائيل.
وقالت المصادر الأمنية الإسرائيلية والغربية إن إسرائيل “لن تهاجم إيران إلا إذا تعرضت لهجوم مباشر من قبل قوات إيرانية، رغم أنها حذرت من أن الوضع متقلب”.
وأضافت أن “أي هجوم على إسرائيل من حزب الله أو وكلاء إيران في سورية أو العراق قد يتسبب بخسائر فادحة، يمكن أن يغير هذه الحسابات”.
وأضاف أحد المصادر الإسرائيلية أن سوء التقدير من جانب إيران أو إحدى الجماعات المتحالفة معها في قياس حجم الهجوم “يمكن أن يغير نهج إسرائيل”.
وتشهد الحدود بين إسرائيل ولبنان توتراً منذ أيام، بعد تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” اللبناني جنوبي لبنان.
وتسود تخوفات من توسع نطاق الحرب خارج حدود غزة، لتشمل سورية ولبنان.