“جائحة كورونا خارج السيطرة” وتحذيرات من انهيار القطاع الصحي في إدلب
حذّرت منظمات ونقابات طبية مُجدداً، من تفاقم أزمة “كورونا”، في منطقة شمالي غربي سورية، بعد تجاوز الإصابات حد خطير غير مسبوق.
وأصدرت حوالي 19 منظمة طبية وإنسانية، مساء أمس، بياناً تحدثت فيه عن انهيار وشيك للقطاع الصحي في المنطقة، بعد أن وصلت جائحة (كوفيد ـ 19) إلى ذروتها.
وقال البيان، إنّ “الموجة الحالية للوباء قد وصلت إلى حد خطير غير مسبوق، إذ تشير آخر التقارير الوبائية الصادرة حول المنطقة أن الجائحة وصلت إلى تصنيف “جائحة غير مسيطر عليها مع قدرة محدودة للنظام الصحي على الاستجابة”.
وتابع: “ما يزيد من كارثية الوضع هو إصابة مزيد من الكوادر الصحية بالمرض وتوقفهم عن العمل مما سيتسبب في شلل النظام الصحي وستصبح أبسط الأمراض سبباً للوفيات بسبب عدم توافر الكوادر، يضاف إلى ذلك توارد الأنباء عن حملة عسكرية جديدة على المنطقة وما سيتبعها من نزوح يزيد الوضع سوءاً لا سمح الله”.
وطالبت المنظمات، السلطات في المنطقة، بتطبيق عدد من الإجراءات الوقائية بشكل كامل، للمساهمة في إبطاء سير الجائحة نحو ذروتها وإنقاذ حياة الآلاف ومنع انهيار النظام الصحي.
وجاء في جملة تدابير طالب بها البيان، فرض الكمّامة، وتعليق الدوام في المدارس والجامعات لحين إعلان مديريات الصحة أن الوضع أصبح يسمح باستئناف الدوام، وإجراء فحص (كوفيد ـ 19) للواصلين إلى المنطقة عبر المعابر أو إبراز بطاقة تثبت تلقي اللقاح.
كما دعا إلى “تخفيف الازدحام في الأماكن العامة بقدر الإمكان ومنع التجمعات غير الضرورية كالأفراح والتعازي والفعاليات الاجتماعية، مع فرض التباعد الاجتماعي في الدوائر الخدمية والمساجد”.
“انفجار” بإصابات “كورونا” في إدلب..متحور “دلتا” يتفشى وغُرف العناية مُمتلئة
من جانبه، أوضح الدكتور رامي كلزي، مدير برامج الصحة في “الحكومة السورية المؤقتة”، أنه لا يمكن التعويل على اللقاح وحده لقطع السراية المجتمعية، بسبب قلة عدد الجرعات و تأخر وصولها.
وأضاف كلزي لموقع “السورية نت” أن اللقاح “ذو أثر فعال جداً على المستوى الفردي في تخفيف شدة الأعراض واحتمالية القبول في المشفى واحتمالية الوفاة”.
وأرجع سبب الانتشار الكبير لفيروس “كورونا” في الشمال السوري إلى انتشار المتحور “دلتا” الذي يُعتبر أسرع انتشاراً وأكثر فتكاً من المتحورات السابقة، حسب تعبيره، بالإضافة لضعف إمكانيات توسعة التطعيم بسبب قلة عدد جرعات اللقاح، وعدم التزام السكان بأي إجراءات وقاية شخصية.
كذلك، أطلقت “نقابة أطباء إدلب”، أمس الإثنين، نداء استغاثة أعلنت فيه إدلب “محافظة موبوءة” على وقع تفشي الفيروس بين السكّان.
واعتبرت النقابة “ما يحصل كارثة صحية تشكل تهديداً حقيقياً لحياة أهالي محافظة إدلب، فالوضع الوبائي في محافظة إدلب يتطور نحو الأسوأ وبسرعة رهيبة وعدد المرضى والموتى في ازدياد مستمر والمشافي والمراكز الطبية غير قادرة على مواجهة الوباء بإمكانياتها الحالية”.
وطالب السلطات الصحية المحلية والمجتمع المحلي بإجراءات وقائية أكثر جدية بما يتعلق بالتباعد الاجتماعي والعزل الصحي للمصابين.
يُشار إلى أن عدد إصابات “كورونا” بالشمال تخطى حاجز 1500 إصابة يومية، فيما بلغ إجمالي الإصابات 61 ألفاً و586 إصابة، توفي منها 1003 حالات، منذ انتشار الجائحة.