ينوي العراق إنشاء جدار خرساني على حدوده مع سورية، لضبط الأمن على الحدود بين البلدين، بحسب بيان صادر عن الحكومة العراقية.
وقالت الحكومة العراقية في بيان لها، أمس الأحد، إنها قررت خلال جلسة لمجلس الوزراء إنشاء جدار خرساني على الحدود العراقية- السورية، بطول 50 كيلو متراً.
وأضافت أنها قررت تخصيص أكثر من 15 مليار دينار لإنشاء هذا الجدار، من مخصصات الطوارئ في وزارة الداخلية.
وبحسب البيان، فإن القرار يهدف لتعزيز الأمن على الحدود بين البلدين، وبالتحديد عند قاطع حدود المنطقة السادسة.
وجاء فيه أن بناء الجدار يأتي “استكمالاً للجدار الخرساني السابق على الحدود العراقية – السورية من منطقة شرجي الراوي جنوب تل صفوك، مروراً بوادي العجيج بإتجاه طريفاوي”.
إشكالات تاريخية
يأتي الحديث عن بناء جدار خرساني في وقت ارتفعت فيه الشكاوي العراقية من تسلل المسحلين والمطلوبين إلى أراضيه، إلى جانب تهريب المخدرات القادمة من سورية إلى الأراضي العراقية.
ويعتبر ملف السيطرة على الحدود أحد أبرز الملفات الشائكة بين العراق ونظام الأسد، بحسب تقرير سابق لموقع “ذا ناشيونال”.
وجاء في التقرير الصادر، في يونيو/ حزيران الماضي، أن الحدود الصحراوية بين البلدين بطول 600 كيلو متر، ينتشر فيها مسلحون منذ سنوات، حتى بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وقال الزميل في مؤسسة “القرن”، سجّاد جياد، إن السيطرة على الحدود هو أمر “مهم” و”مقلق” للعراقيين.
فيما قال ريناد منصور، مدير مبادرة العراق في “تشاتام”، إن العراق وسورية لهما علاقات “إشكالية” تاريخياً حول الحدود.
مشيراً إلى أن “استقرار الوضع في سورية هو ما كان يريده العراق، لأن حالة عدم الاستقرار تشكل تهديداً داخلياً للعراق”.
وتنتشر المليشيات العراقية والإيرانية على الحدود السورية- العراقية، وتتخذ من مدينة البوكمال الحدودية معقلاً لها.
وتعتبر المنطقة مكاناً لتخزين ونقل الأسلحة من إيران إلى سورية عبر العراق، ما جعلها هدفاً للولايات المتحدة وإسرائيل.
إلى جانب ذلك، تنتشر تجارة المخدارت عبر الحدود بين سورية والعراق، بحسب تقارير غربية، خاصة الكبتاغون.
وقال ريناد منصور: “توجد تقارير تفيد بأن نقطة القائم/ البوكمال كانت مركزاً كبيراً لتجارة المخدرات”.
مضيفاً: “بالطبع لدى كلتا الدولتين سياسة لمكافحة المخدرات، لكنها علاقة مجزأة ومتقطعة”.
ولسنوات طويلة، اشتكت حكومات بغداد المتتالية منذ ما بعد الغزو الأمريكي، مرور أسلحة وذخائر ومقاتلين لأراضيهم، عبر الحدود السورية.
وهو ما قوض خطط هذه الحكومات حينها للحد من الأعمال المسلحة والتفجيرات التي قوضت عوامل الاستقرار.