“جريمة بشري” في لبنان.. تحقيقات جديدة وسفارة الأسد تعلق
تتعاقب التطورات التي أتت بعد الجريمة التي ارتكبها شاب سوري، وهزت منطقة بشري في شمال لبنان، والتي شهت أعمال عنف ضد المُقيمين السوريين فيها.
وتعود تفاصيل الجريمة إلى مقتل الشاب جوزيف طوق، وهو من أكبر العائلات في المنطقة، بطلق ناري على يد شاب سوري، سارع بتسليم نفسه إلى مركز الشرطة.
وأعقب ذلك أمس الإثنين، حالة من الغضب والتوتر من أهالي المنطقة، إذ نفذوا تجمعاً أمام مبنى السراي مطالبين بتسليمهم الجاني، كما قطعوا طرق المنطقة، وطردوا سوريين من منازلهم وأحرقوها، ورافق ذلك نزوح لعائلات سورية من المنطقة خشية أعمال انتقامية.
وأظهرت تسجيلات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، غضب العشرات من أهالي المنطقة، وهم يحرقون منازل بعض السوريين.
وأعلن الجيش اللبناني، عبر حسابه في “تويتر” تسيير راجلة ومؤللة في منطقة بشري لإعادة الهدوء إلى المنطقة بعد التوتر.
من جهتها أصدرت الفعاليات المدنية والرسمية في منطقة بشري بياناً، طالبت فيه بطرد جميع السوريين بما فيهم العائلات وإخلاء المنطقة منهم بشكل نهائي.
وقالت في بيان مصور لها اليوم، إننا “نناشد ونطالب من السلطات المحلية أن تبادر فوراً وقبل دفن القتيل، بإخلاء جميع السوريين المقيمين حالياً في منطقة بشرّي، سواء كانوا عمالاً أو عائلات”.
وفي أولى التحقيقات التي قامت بها قاضية التحقيق الأولى في الشمال، سمرندا نصار، أظهرت أن “القاتل الذي يعمل كناطور لإحدى الفلل المحاذية لقطعة أرض يملكها القتيل، أطلق في البداية رصاصتين من مسدس تركي عيار 9 مليمتر باتجاه الضحية اتبعها برصاصتين، في ما بقيت الطلقة الخامسة عالقة داخل المسدس”.
وأشارت القاضية، بحسب موقع “جنوبية”، إلى أنه “بنتيجة التصويب المباشر على المجني عليه من مسافة قصيرة، اخترقت الرصاصات الأربعة الكتف والخصر وتحت الإبط والصدر وهي الإصابة التي أدت إلى الوفاة الفورية”.
كما “عثر في مكان الجريمة على فأس صغيرة الحجم في مكان الجريمة، لم يُعرف ما اذا كان الجاني قد استخدمها خلال الإشكال السريع الذي وقع بين الجاني والمجني عليه، بدليل وصول الأخير الى مكان الجريمة وركن سيارته من دون إطفاء محركها”.
وفي أول تعليق سياسي على الحادثة، اعتبر رئيس “حزب القوات اللبنانية”، سمير جعجع، أن السوريين في المنطقة “مسلحين”، قائلاً: “بحسب ما تبين أن اللاجئين السوريين يمتلكون الأسلحة ومن الضروري إقامة الأجهزة الأمنية بمسح شامل في المنطقة”.
في حين نقلت إذاعة “الشام إف إم” عن سفارة النظام في لبنان قولها أن “الوضع الآن أصبح أفضل بالمنطقة ويجري العمل مع الجهات المعنية في لبنان لبتطويق تداعيات الموضوع، ولا يوجد معلومات لدى السفارة عن وجود قتلى سوريين نتيجة حالة الشغب الحاصلة في بشري”.
ويعيش مئات الآلاف من السوريين في لبنان، سواء في مخيمات تشرف عليها الأمم المتحدة، أو في المدن والبلدات، وسط معاناة كبيرة وأوضاع مادية صعبة، إلى جانب خطاب الكراهية الصادر من بعض السياسيين ووسائل الإعلام ضدهم.