أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أن جميع المشافي في شمال القطاع أصبحت “خارج الخدمة”، مع تدهور الأوضاع في مشفى الشفاء، الذي يعد أكبر مجمع طبي في غزة، بسبب الحصار والقصف الإسرائيلي.
وقال وكيل وزارة الصحة، يوسف أبو الريش، لوكالة “فرانس برس”، اليوم الاثنين، إن كل المشافي في شمال غزة خارج الخدمة، بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الوقود وتعرضها للقصف.
“الشفاء” أمام مأساة
من جانبها، قالت منظمة الصحة العالمية إن الأوضاع في مشفى الشفاء شمال غزة “خطيرة جداً”، بعد فرض الجيش الإسرائيلي حصاراً عليها، واستهدافها بالصواريخ.
وقال مدير عام المنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، عبر حسابه في منصة “اكس” إن هناك “زيادة كارثية في وفيات المرضى، للأسف المستشفى لم يعد يقدم خدماته كمستشفى”.
مردفاً: “3 أيام مرت على المستشفى دون كهرباء وماء، وضعف في الإنترنت”.
.@WHO has managed to get in touch with health professionals at the Al-Shifa hospital in #Gaza.
The situation is dire and perilous.
It's been 3 days without electricity, without water and with very poor internet which has severely impacted our ability to provide essential…
— Tedros Adhanom Ghebreyesus (@DrTedros) November 12, 2023
ومنذ يوم الجمعة الماضي، يتعرض مشفى الشفاء لقصف وحصار من قبل إسرائيل، التي تزعم أن المشفى يضم غرفة عمليات لحركة “حماس”، إلى جانب مستودع أسلحة وأنفاق، الأمر الذي تنفيه “حماس”.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 6 أطفال خدّج و9 في قسم العناية المشددة، منذ الجمعة الماضي، بسبب انقطاع الكهرباء عن المشفى ونفاد الوقود والأدوية.
إلا أن المتحدث باسم الوزارة قال لقناة “الجزيرة” إن “عدد من فقدت أرواحهم منذ حصار مجمع الشفاء وتوقف المولد الكهربائي ارتفع إلى 20”.
وتشير إحصائيات الوزارة إلى أن المشفى يضم 650 مريضاً وجريحاً، و50 مريض غسيل كلى، و36 من الأطفال الخدّج.
وحذرت المشفى من تحلل نحو 100 جثة في ساحة المشفى، بسبب عدم القدرة على دفنها، إلى جانب معاناة 36 من الأطفال الخدج من مضاعفات صحية خطيرة.
وتشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أسفرت عن مقتل أكثر من 11 ألف قتيلاً بينهم 4 آلاف طفل و3 آلاف امرأة، فضلاً عن 28 ألف مصاباً، 70% منهم نساء وأطفال.
إسرائيل ترفض “الهدنة”
ويأتي التضييق على مشافي غزة وسط الحديث عن مفاوضات بوساطة مصرية وقطرية، لفرض “هدنة إنسانية” في القطاع مدة 3 أيام مقابل إفراج “حماس” عن أسرى إسرائيليين.
وذكرت صحيفة “الغارديان“، الخميس الماضي، أن المفاوضات جارية للتوصل إلى وقف إطلاق نار “إنساني” لمدة ثلاثة أيام في غزة، مقابل إطلاق سراح نحو 12 أسيراً إسرائيلياً لدى “حماس”.
وتدور المفاوضات برعاية مصر وقطر وأمريكا والأمم المتحدة، لبحث إطلاق سراح الأسرى مقابل شروط تفرضها “حماس”.
ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين المصريين قوله إن الوسطاء “يضعون اللمسات النهائية على مسودة الاتفاق”.
مدتها 3 أيام.. تفاصيل “هدنة إنسانية” لوقف إطلاق النار في غزة
لكن “الغارديان” قالت في تقرير آخر إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفض اتفاق الهدنة.
ونقلت عن مصادر مطلعة بشكل مباشر على المفاوضات أن نتنياهو “واصل اتخاذ موقف متشدد بشأن المقترحات التي تتضمن وقف إطلاق النار لفترات مختلفة، مقابل إطلاق سراح عدد متفاوت من الأسرى”.
وبحسب الصحيفة، يتزايد الغضب الشعبي والمطالبات بأن تعطي إسرائيل الأولوية لمفاوضات الإفراج عن الأسرى، حيث احتشدت عائلات الأسرى الإسرائيليين خارج مقر إقامة نتنياهو في وقت سابق الأسبوع الماضي.
ويعتقد أن “حماس” تحتجز أكثر من 240 أسيراً إسرائيلياً، بينهم من يحملون جنسيات أجنبية، خلال عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها يوم 7 أكتوبر الماضي، في غلاف غزة.
وتشارك قطر بعمق في مفاوضات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين لدى “حماس”، حيث يتمركز القادة السياسيون لحركة “حماس” في الدوحة.
وتجري الحكومة القطرية مناقشات منتظمة مع إسرائيل و”حماس” والولايات المتحدة.