جولة جديدة في مارس المقبل.. بنود عريضة في البيان الختامي لـ “أستانة 14”
انتهت أعمال الجولة الـ14 من محادثات “أستانة” بشأن سورية، اليوم الأربعاء، بالاتفاق بين “الدول الضامنة” على بنود عريضة، أبرزها “الحفاظ على وحدة وسيادة الأراضي السورية”، على أن تنعقد جولة جديدة في شهر مارس/ آذار المقبل.
إدلب غائبة عن البيان
جاء في البيان الختامي، الذي نشرته وكالة “ريا نوفوستي” الروسية، ضرورة الالتزام بسيادة سورية ووحدة أراضيها، ورفض مبادرات الحكم الذاتي “غير المشروعة، بالإضافة إلى الحفاظ على الاستقرار في مناطق شمال شرقي سورية.
وندد المجتمعون أيضاً بالهجمات الإسرائيلية على الأراضي السورية، باعتبارها “انتهاك” للقانون الدولي، ورفض الاستيلاء والتوزيع “غير المشروع” لعائدات النفط السوري، في إشارة إلى هيمنة الولايات المتحدة على المنشآت النفطية شمال شرقي سورية.
كما تطرق البيان إلى أهمية الحل السياسي “لا العسكري” للملف السوري، وإيجاد عملية سياسية طويلة الأمد “وقابلة للحياة”، مع التركيز على أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف.
وشدد على ضرورة “تسهيل العودة الآمنة الطوعية للاجئين والنازحين، إلى أماكن إقامتهم في سورية، وضمان حقّ العودة ووصول المساعدات الإنسانية”.
ولم يتحدث البيان بنص صريح عن التصعيد العسكري ضد المدنيين في إدلب، من قبل قوات الأسد وروسيا، خلال الأسابيع الماضية، واكتفى بالحديث عن مخاوف من خطر انتشار “الإرهاب” في إدلب.
ومن المقرر أن تنعقد الجولة 15 من محادثات “أستانة”، في مارس/ آذار 2020، في العاصمة الكازاخية نور سلطان، حسب اتفاق مُعلن بين أطراف أستانة.
أعمال اللجنة الدستورية “لا تزال هشة”
قال المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، إن العملية السياسية التي تخوضها اللجنة الدستورية السورية “لا تزال هشة”، مؤكداً أنه من المبكر الحديث عن نتائج أعمال اللجنة خلال الفترة الحالية.
وقال بيدرسون في مقابلة مع وكالة “تاس” الروسية، عقب الانتهاء من جولة أستانة، اليوم الأربعاء، إن اللجنة تواجه حالياً عقبات تتمحور حول جدول الأعمال، الذي لم يتم الاتفاق عليه بين وفدي المعارضة والنظام، خلال الجولة الثانية من أعمال اللجنة.
وأكد بيدرسون أنه يُجري حالياً مشاورات مع رئيسي اللجنة، معرباً عن أمله في أن يتم عقد الجولة الثانية خلال شهر يناير/ كانون الثاني المقبل.
وكذلك أعلن الوفد التركي في محادثات أستانة، عن نية روسيا وتركيا استئناف اجتماعات اللجنة الدستورية، منتصف الشهر المقبل، حسبما ذكر وفد “قوى الثورة السورية العسكرية”، عقب اجتماع عقده مع الوفد التركي في أستانة، اليوم الأربعاء.
وجرى الحديث خلال الفترة الماضية عن نية النظام نقل اجتماعات اللجنة الدستورية من جنيف إلى دمشق، إلا أن مندوب النظام لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، قال في مؤتمر صحفي عقده اليوم، إن الاجتماعات “ستبقى في جنيف”.
لا انفراج في ملف المعتقلين
في كل مرة تنعقد فيها محادثات أستانة، يُطرح ملف المعتقلين في السجون السورية على طاولة المحادثات، دون إحراز أي تقدم ملموس.
وتعليقاً على ذلك، قال المبعوث الأممي إلى سورية، جير بيدرسون، في حديثه لـ “تاس”، إن العمل على إطلاق سراح المحتجزين والمختطفين والمغيبين قسرياً لم يصل بعد إلى نتائج مهمة.
وأضاف بيدرسون “هذه المسألة من بين أولوياتي الرئيسية منذ اللحظة التي توليت فيها منصبي في بداية العام، لقد دعوت باستمرار إلى إطلاق سراح المحتجزين والمختطفين من جانب واحد، خاصة النساء والأطفال، إلى جانب تحديد مصير المفقودين”، وتابع: “أنا منزعج للغاية لعدم وجود تقدم كبير في هذا الاتجاه”.
وتحدث المبعوث الأممي عن وجود عشرات آلاف المحتجزين والمغيبين قسرياً في سورية، حيث تعاني عائلاتهم من ألم وحزن “لا يوصف”، مؤكداً مواصلة العمل في هذه القضية، من أجل إيجاد حل لها.
ولم يحصل أي تقدم في ملف المعتقلين والمغيبين لدى أفرع النظام السوري، والبالغ عددهم مئات الألوف، فيما تم تبادل 15 مختطفاً، في ذلك الوقت، بين كل من طرفي النظام والمعارضة.