وصف المبعوث الأميركي ومسؤول الملف السوري، جيمس جيفري محافظة إدلب بأنها “قلعة المعارضة”، مشيراً إلى أنها لن تعود إلى سلطة نظام الأسد في الوقت القريب.
وقال جيفري في حوار أجرته صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم السبت، إن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تسير فيه إدلب حالياً سيكون مستمراً خلال الشهور القليلة المقبلة، “على أقل تقدير”.
وأضاف: “أعتقد أن الاتفاق قائم، سيما مع الضغوط التركية المستمرة على هيئة تحرير الشام (…) لا تشكل تلك الهيئة تهديداً مباشراً للقوات الروسية في سوريا كما يزعمون، بل إنها تشكّل تهديداً لنا جميعاً نظراً لأنها جماعة إرهابية”.
واعتبر جيفري أن بلاده لا ترى من سبب أو عذر أو مبرر لشن هجوم نظام الأسد على إدلب.
وتسير محافظة إدلب باتفاق وقف إطلاق نار، وقعه الرئيسان التركي والروسي رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، بعد عمليات عسكرية واسعة، خسرت فيها فصائل المعارضة أجزاء كبيرة من مناطق سيطرتها.
وتحاول تركيا حالياً تطبيق أبرز بنود الاتفاق، والمتمثلة بفتح الطريق الدولي حلب- اللاذقية، المعروف بـ”m4″، لكنها تصطدم باعتصام نفذه عشرات الأشخاص من مناطق جنوبي إدلب.
وتغيب أية تصريحات روسية وتركية حول ما ستكون عليه إدلب، في الأيام المقبلة، ومعها يستمر الجيش التركي بدفع التعزيزات العسكرية إلى النقاط التي أنشأها، على مدار الأشهر الماضية.
الانتخابات “واقعية”
من جانب آخر تحدث جيفري في حواره مع “الشرق الأوسط” عن عدة ملفات سورية ماتزال “عالقة”، وأخرى يترقبها السوريون، وخاصة الانتخابات الرئاسية في عام 2021.
وبشأن الانتخابات قال جيفري: “نحن نعتقد أن الانتخابات هي من الأمور الصحيحة، وإذا عقد الأسد الانتخابات الرئاسية خلال العام الجاري أو في العام القادم، فلن يحظى بأي مصداقية دولية تُذكر”.
وتابع: “ستُقابل (انتخابات الأسد) بالرفض التام من جانب المجتمع الدولي، ومن شأن المجتمع الدولي مضاعفة جهوده لإجراء الانتخابات التي تشرف عليها منظمة الأمم المتحدة، وهذا هو الطريق الوحيد إلى الأمام على هذا المسار”.
وأكد مسؤول الملف السوري أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ماتزال ثابتة، ولن يطرأ عليها أي تغيير، لافتاً: “إنني أتطلع إلى العمل مع مختلف الجهات الفاعلة في منطقة الشرق الأوسط، من أجل الدعوة لإنهاء أعمال العنف والقتال داخل سورية”.
وخلال الأشهر الماضية صدرت من مسؤولي نظام الأسد تصريحات تؤكد إجراء الانتخابات في وقتها، وفق الدستور القائم “ودون تدخل خارجي”.
إذ أكد بشار الأسد خلال مقابلته مع قناة “روسيا اليوم”، في 11 من تشرين الثاني الماضي، على إجراء انتخابات 2021 بموعدها المحدد.
وقال: “بالتأكيد ستُجرى انتخابات عامة في العام 2021 في سورية، وسيكون هناك عدد كبير من المرشحين”.
في حين رفض إجراءها تحت إشراف الأمم المتحدة نهائياً، وأكد أنها “ستكون بشكل كامل، من الألف إلى الياء، تحت إشراف الدولة السورية”.
العقوبات مستمرة
في إطار ما سبق وفي إطار الضغط الدولي على نظام الأسد، للجلوس على طاولة الحل السياسي، أكد جيفري أن العقوبات الاقتصادية ستستمر ولن تتوقف.
وقال: “نؤيد هذه القرارات بشدة، ونؤيد سريان العقوبات على النظام السوري حتى قبوله بالحل السياسي”.
وأضاف: “نرى في الأفق بصيصاً من الأمل في قرار وقف إطلاق النار على المدى الطويل في محافظة إدلب، وقبول النظام السوري شروط اللجنة الدستورية السورية في جنيف، ولم يكن لذلك أن يحدث من دون جهود المحافظة على استمرار فرض العقوبات على النظام السوري، ولذلك، فإننا سعداء للغاية بمداومة الاتحاد الأوروبي على فرض العقوبات من جانبه”.