كشف المبعوث الأمريكي السابق إلى سورية، جيمس جيفري، تفاصيل خطة قُدمت إلى روسيا سنة 2019 للحل في سورية، لكن رفضها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.
وقال جيفري، خلال مقابلة مع صحيفة “الشرق الأوسط” اليوم الخميس، إنه ذهب مع وزير الخارجية الأمريكي السابق، مايك بومبيو، إلى روسيا في 2019، والتقيا الرئيس الروسي حيث قدما له خطة للحل.
وأضاف جيفري أن الخطة تضمنت “قائمة مطالبنا وأدواتنا وما يمكن فعله مع حلفائنا، مثل تركيا والدول العربية والأوروبيين. لدينا العقوبات، ورفض الاعتراف الدبلوماسي، والقصف الإسرائيلي، ورفض الإعمار والاستثمار في سورية”.
وتابع:”ما نريده في سورية هو خروج إيران ونظامها الصاروخي الاستراتيجي، ومواجهة داعش، وتسوية مع المعارضة السورية كي يعود الناس إلى بيوتهم، وحل المشكلة في شمال شرقي سورية، وأمن تركيا، ووضوح حول ملف السلاح الكيماوي، وتأكيدات بأنه لم تبق أسلحة كيماوية”.
وأكد جيفري أن بوتين “لم يقبل الخطة لأنه اعتقد أننا في نهاية إدارة ترامب (الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب) الذي كان يريد سحب قواتنا. لذلك ظن بوتين أنه لا داعي للتفاوض معنا وسيحصل على سورية على طبق من فضة”.
وأشار المبعوث الأمريكي إلى أن بوتين لم يكن يريد عقد صفقة مع أمريكا في نهاية عهد ترامب، لكن “الآن، الوضع مختلف.. سنبقى في سورية أثناء ولاية بايدن على الأقل”.
واعتبر أن “الروس لن يفكروا في التفاوض معنا هكذا. يجب أن نتحرك مع حلفائنا كي ندفع الروس إلى التحرك”.
وكان جيفري قال في مقالة نشرتها مجلة “فورين أفيرز”، الأسبوع الماضي، إن الخطة تضمنت “نزع الأسلحة الإيرانية الاستراتيجية والتعاون في العملية السياسية والمصالحة مع قوات المعارضة واللاجئين ونهاية للهجمات الكيماوية”.
وأضاف أن المقترح كان مغرياً لبوتين، لذلك دعا وزير الخارجية الأمريكي، إلا أنه قرر في النهاية عدم عقد صفقة لأنه كان “يعتقد أنه قادر على تحقيق النصر عسكرياً وليس إنجاز الأهداف الروسية، بل وجعل موسكو اللاعب الإقليمي المهم في المنطقة. وشجعه على هذا الموقف، كلام ترامب المستمر عن خططه لسحب القوات الأمريكية من سورية”.
ودعمت روسيا نظام الأسد، منذ بداية الثورة السورية سنة 2011، وتدخلت بقواتها العسكرية بشكل مباشر في سبتمبر/أيلول 2015، ولعب ذلك الدور الأساسي في فقدان قوى الثورة و المعارضة السورية، لكثير من مناطق سيطرتها، كما “حمت النظام في مجلس الأمن كما حمته عسكرياً”، حسب جيفري.
وفي حين لا تبدو سياسة إدارة بايدن شديدة الوضوح بشأن سورية، إلا أنها تأخذ بحسب كثير من الخبرة صيغة “الخطوة بخطوة” حالياً، بحيث تتراجع دول غربية على رأسها واشنطن خطوة في مواقفها بشأن سورية، ويتمثل ذلك بتخفيف العقوبات على النظام ودعم بعض أنشطة “التعافي المبكر”، مثابل ضغط حلفاء النظام عليه للإنخراط جدياً في العملية السياسية وعدم تصعيده عسكرياً.
وحذرت مجلة “فورن بوليسي”، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، مما أسمته ”تقاعس الرئيس بايدن عن سورية”، مشيرةً إلى أن ذلك يهدد بإعادة التطبيع مع بشار الأسد وجرائمه التي ارتكبها خلال السنوات العشر الماضية.