حالة “الطوارئ الأمريكية” بشأن سورية: تغيّر لافت بين بيانين
تركيا تنتقد "المزاعم"
مدد الرئيس الأمريكي، جو بايدن “حالة الطوارئ” بشأن سورية لمدة عام إضافي، ما أثار غضب الجانب التركي، ودفع المسؤولين الأتراك للتعبير عن رفضهم لما وصفوه بـ”المزاعم الأمريكية”.
وجاء في بيان للبيت الأبيض، يوم الخميس إن “الوضع في سورية وفيما يتعلق بها، ولا سيما الإجراءات التي اتخذتها الحكومة التركية لشن هجوم عسكري، يقوض الحملة الرامية إلى هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسورية، أو داعش”.
كما “يعرض المدنيين للخطر، ويهدد بشكل أكبر”، وتابع البيان: “لهذا السبب فإن حالة الطوارئ الوطنية المعلنة في الأمر التنفيذي رقم 13894 بتاريخ 14 أكتوبر 2019، يجب أن تستمر سارية بعد 14 أكتوبر 2023”.
وانتقدت أنقرة ما وصفته بـ”مزاعم الولايات المتحدة التي لا أساس لها بشأن عملية نبع السلام التركية”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية، تانجو بيلجيتش إن “عملية نبع السلام في 2019 تم تنفيذها على أساس حق الدفاع عن النفس وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بشأن مكافحة الإرهاب”.
وأعرب بيلجيك عن أن تركيا تتوقع من الولايات المتحدة “إنهاء تعاملها مع المنظمة الإرهابية الانفصالية”.
وأكد أيضاً أن أنقرة تريد من واشنطن الوفاء بأحكام البيان المشترك لعام 2019 بين البلدين قبل إطلاق تركيا عملية “نبع السلام” في شمال سورية.
“للمرة الرابعة”
ويأتي تمديد “حالة الطوارئ” الأمريكية بشأن سورية في وقت يواصل الجيش التركي تنفيذ ضربات جوية وبرية على شمال وشرق سورية.
وتستهدف الضربات مواقع والبنى التحتية التابعة لـ”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والتي تشكّل “وحدات حماية الشعب” عمادها العسكري.
وهذه المرة الرابعة التي يتم فيها تمديد حالة الطوارئ بشأن سورية في عهد الرئيس الحالي، جو بايدن.
فيما مددها سلفه دونالد ترامب لمرتين خلال فترة حكمه، وذلك بعد إطلاق تركيا عملية “نبع السلام” ضد “قسد”، على طول الحدود الشمالية لسورية.
“تغيّر لافت بين بيانين”
ورغم أن بايدن مدد لأكثر من مرة حالة الطوارئ بشأن سورية، وآخرها في مايو الماضي، لم تكن بيانات البيض الأبيض بين العام والآخر على نفس السوية.
وفي بيان مايو / أيار الماضي قال البيت الأبيض إن تمديد حالة الطوارئ جاء للتعامل مع تهديد “غير عادي” للأمن القومي والسياسة والاقتصاد الأمريكي، والذي تشكله تصرفات حكومة النظام السوري في دعم “الإرهاب”.
واعتبر الرئيس الأمريكي، حينها، أن “تصرفات النظام السوري وسياساته، خاصة فيما يتعلق بالأسلحة الكيميائية ودعم المنظمات الإرهابية، لا تزال تشكل تهديداً غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية واقتصاد الولايات المتحدة”.
كما وجه بيان البيت الأبيض انتقادات لروسيا وإيران، بسبب دعمهما المستمر للأسد.
وقال إن بلاده “تدين العنف الوحشي وانتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات التي يمارسها نظام الأسد وعناصره الروسية والإيرانية”.
وتدعم واشنطن “الإدارة الذاتية” في شمال وشرق سورية، وذراعها العسكري “قسد”، التي تعتبرها تركيا “إرهابية”، وسبق أن شنت عمليات عسكرية ضدها في سورية.
وكانت واشنطن قد أعلنت لأول مرة حالة الطوارئ بشأن سورية، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019، بموجب الأمر التنفيذي “13894” للتعامل مع تهديد غير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية لواشنطن.
وجاء ذلك الإعلان بعد إطلاق تركيا عملية “نبع السلام” في الشمال السوري، في 9 أكتوبر/ تشرين الأول 2019، بالتعاون مع “الجيش الوطني السوري”.