تواصلت خارجية نظام الأسد مع طهران خلال الساعات الماضية فيزيائياً وعبر الهاتف من أجل بحث “آخر التطورات الحاصلة في المنطقة” ومناقشة القضايا الثنائية.
ويأتي هذا التواصل في وقت تكثر فيه التطورات المتعلقة بخط العلاقة المستجدة بين النظام وتركيا، والتي ترعاها موسكو بشكل أساسي وتستضيف جولات المضي فيها.
وذكرت وكالة أنباء نظام الأسد (سانا)، اليوم الاثنين، أن وزير الخارجية فيصل المقداد تلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، جرى خلاله “بحث العلاقات الثنائية الاستراتيجية بين البلدين والتنسيق العالي القائم بينهما على مختلف المستويات لما فيه مصلحة الشعبين في سورية وإيران”.
وأضافت الوكالة أن الوزيران استعرضا تطورات ومستجدات الأوضاع في المنطقة والعالم، وتبادلا الأفكار حول عدد من المواضيع ذات الاهتمام المشترك.
وجاء الاتصال الهاتفي بالتزامن مع وصول نائب المقداد، أيمن سوسان إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارة من المقرر أن يلتقي فيها عدد من المسؤولين الإيرانيين، بحسب “سانا”.
وأشارت الوكالة إلى أن زيارة سوسان ستتناول أيضاً “العلاقات الثنائية وآخر التطورات في المنطقة والقضايا ذات الاهتمام المشترك”.
ويأتي الحراك المزدوج للخارجية التابعة لنظام الأسد وطهران بينما تتجه الأنظار إلى اللقاء الذي سيجمع المقداد مع نظيره التركي، مولود جاويش أوغلو في النصف الثاني من شهر يناير/كانون الثاني الحالي.
ويعتبر اللقاء المذكور ثالث محطات العلاقة المستجدة التي رسمها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان في الأيام الأخيرة من 2022، ومن المفترض أن تمهّد لاجتماع على مستوى الرؤساء (أردوغان، الأسد، الروسي فلاديمير بوتين).
وعلى مدى الأيام الماضية لم يتردد ذكر إيران وسط زحمة التصريحات المتعلقة بـ”اللقاء الأول” منذ أكثر من عقد بين أنقرة والنظام السوري.
وكان الناطق باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني قد أجاب، مطلع الأسبوع الماضي، عن سؤال يتعلق باجتماع وزراء تركيا ونظام الأسد وروسيا، ولماذا لم توجه الدعوة إلى بلاده للمشاركة في هذا الاجتماع؟
وقال كنعاني في إحاطة للصحفيين: “إيران دائما تعتقد أن الحل في سورية حل سياسي، وإن روسيا وسورية وتركيا على علم بدور إيران الحاسم في مكافحة الإرهاب في سورية، ودعمها لشعب وحكومة هذا البلد”، وفق تعبيره.
وأضاف الناطق باسم الخارجية: “تدرك هذه الدول أهمية هذا الدور (لإيران) في استكمال العملية السورية”، دون أن يقدم أي تفاصيل عن الآلية الثلاثية التي بدأتها تركيا والنظام السوري، وقطعتا مرحلتين منها، بالاجتماع استخباراتياً، ومن ثم على مستوى وزارات الدفاع.