تشتد حروب الدعم داخل “حزب الشعب الجمهوري” التركي، الذي يعد أكبر الأحزاب التركية المعارضة، قبل انعقاد مؤتمره الـ 38 يومي السبت والأحد المقبلين، والذي سيشهد التصويت انتخاب رئيس للحزب.
وتدور الخيارات حول اسمين بارزين، هما الرئيس الحالي للحزب كمال كلتشدار أوغلو، والمرشح أوزغور أوزيل، الذي يشغل منصب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب.
وفي تقرير لشبكة “BBC” بنسختها التركية، قالت فيه إن “حروب دعم” تدور في أروقة حزب الشعب حالياً، لحصد أصوات الأعضاء.
حروب توقيعات
بحسب التقرير، أعلن النائب في “حزب الشعب الجمهوري”، عزت أكبولوت، أن 95 من أصل 130 نائباً سيدعمون كمال كلتشدار أوغلو.
وبالمقابل، نقل رئيس “حزب الشعب الجمهوري” في ولاية اسطنبول، أوزغور جيليك، توقيعات دعم 185 مندوباً من أصل 196 في اسطنبول، إلى المرشح لمنصب الرئيس أوزغور أوزيل، الذي زاره الليلة الماضية.
ويشترط للترشح لمنصب الرئيس توقيع 5% على الأقل من المندوبين.
ويضم حزب الشعب الجمهوري 1368 مندوباً، ولكي يصبح أي شخص مرشحاً، يجب أن يتم ترشيحه بتوقيعات 68 مندوباً على الأقل.
ورغم ترشح 4 أشخاص لهذا المنصب، إلا أن المنافسة تحتدم بين كلتشدار أوغلو وأوزيل.
وتحدثت الشبكة في تقريرها عن مزاعم بأن الحزب يحاول منع ذهاب جميع أصوات المعارضة إلى أوزيل.
مشيرة إلى أن توقيعات المندوبين التي يتم تقديمها لتسمية المرشحين لن تكون حاسمة في نتيجة الانتخابات الرئاسية العامة، وأن المندوب قد يتخذ خيارات مختلفة عندما يذهب إلى صناديق الاقتراع.
ولم يوقع رئيس بلدية اسطنبول، أكرم إمام أوغلو، الذي سيتولى منصب رئيس المجلس في المؤتمر، على تأييد أي من المرشحين “من أجل الحفاظ على حياده”.
ومن المعروف أن إمام أوغلو، الذي أطلق حركة “التغيير” في الحزب بعد الانتخابات الرئاسية، كان يدعم أوزيل.
وعلى الرغم من أن إمام أوغلو لم يوقع على طلب الترشح، إلا أنه يحق له التصويت كمندوب في المؤتمر.
منافس جديد
وكان رئيس الكتلة البرلمانية لـ”حزب الشعب الجمهوري” المعارض في تركيا، أوزغور أوزيل، أعلن ترشحه رسمياً لرئاسة الحزب، بدلاً من كمال كلتشدار أوغلو، الذي خسر الانتخابات الرئاسية أمام أردوغان في مايو/ أيار الماضي.
وخلال إعلانه الترشح، وجه أوزغور أوزيل انتقادات “لاذعة” لقيادة “حزب الشعب”، الذي يعتبر أكبر الأحزاب المعارضة في تركيا، بسبب ما أسماها “أخطاء” الانتخابات الرئاسية التركية، والتي خسر فيها مرشح الحزب كمال كلتشدار أوغلو، أمام أردوغان.
واعتبر أوزيل أن إدارة “حزب الشعب” لم تقبل الهزيمة، مضيفاً أن “الأمل في تركيا تحول إلى خيبة أمل عميقة”.
وقال إن خسارة “حزب الشعب” لـ 39 مقعداً في البرلمان التركية، خلال الانتخابات البرلمانية الماضية، سبب “ضرراً كبيراً”.
واتهم أوزيل إدارة حزبه باتباع أسلوب “عدم تحمل المسؤولية”، واصفاً الأمر بأنه “غير مقبول”.
كما تحدث عن ضرورة إجراء تغييرات “قوية” في قيادة “حزب الشعب” وموظفيه، بقوله: “من أجل تغيير قوي ومفعم بالأمل، لا بد من تجديد زعيم الحزب وموظفيه وميثاقه”.
ويأتي ذلك قبل أشهر من انعقاد الانتخابات البلدية في تركيا، في مارس/ آذار المقبل، والتي يواجه فيها “حزب الشعب” تحديات بالفوز بمدينة اسطنبول مجدداً.
كما جاء بعد انتقادات شعبية لـ”حزب الشعب” بسبب هزيمة مرشحه كمال كلتشدار أوغلو أمام أردوغان في الانتخابات الرئاسية الماضية.
وطالب أتباع الحزب كلتشدار أوغلو بالاستقالة من منصبه، وفسح المجال أمام مرشحين آخرين لإدارة الحزب.