لم تكن حادثة إلقاء القبض على مجموعة تابعة لـ “حزب الله” اللبناني في الكويت، أمس السبت، هي الأولى في مسلسل الحوادث بين الكويت والحزب، وإنما شهدت على مدى العقود الماضية، اعتداءات وهجمات.
وأمس قالت صحيفة “السياسة” الكويتية، إن “الأجهزة الأمنية ألقت القبض على مجموعة تابعة لحزب الله اللبناني، نشطت في تجنيد الشباب للعمل مع الحزب في سورية واليمن”.
وأضافت أن “وزارة الداخلية تلقت تقريراً أمنيا من دولة شقيقة، أفاد بأن المجموعة مكونة من أربعة أشخاص أحدهم ابن نائب سابق، وآخر شقيق نائب سابق أيضا، وثالث ورد اسمه في قضايا سابقة منذ خطف طائرة الجابرية في الثمانينات، ورابع يقال إنه من كبار رجال العمل الخيري”.
ووجه جهاز أمن الدولة عدة تهم للموقوفين، ومنها “تبييض أموال لـحزب الله في الكويت، وتمويل الشباب الكويتي لتشجيعهم على الانضواء تحت عباءة حزب الله، والمشاركة في أعماله الإرهابية، وتهريب المخدرات في كل من سوريا واليمن”.
وتعتبر الكويت من أوائل الدول التي نشط فيها “حزب الله” في دول الخليج في ثمانينات القرن الماضي، عبر سلسلة تفجيرات متزامنة بدءاً من 1983، عندما استهدفت مجموعة للحزب مطار الكويت الدولي ومصفاة نفط رئيسية، وسفارتي الولايات المتحدة وفرنسا.
واعتقلت حينها الكويت خلية مسؤولة عن التفجيرات، ومن ضمنها كان القيادي في الحزب، مصطفى بدر الدين، الذي أعلن الحزب مقتله في 13 مايو/ أيار 2016، بانفجاراً استهدف أحد مراكزه قرب مطار دمشق الدولي واتهم إسرائيل بالوقوف وراءه.
وبعد عامين تعرضت طائرة كويتية للاختطاف من قبل لبنانيين، أجبروا الطائرة على تغيير مسارها إلى طهران، وطالبوا بالإفراج عن مصطفى بدر الدين ومن معه.
وفي عام 1988 اختطف عناصر من “حزب الله” طائرة كويتية أخرى قادمة من العاصمة التايلندية (بانكوك) في نيسان/أبريل عام 1988، في حادثة عرفت حينها بـ” طائرة الجابرية”، وكان المسؤول عنها عماد مغنية الذي قتل في تفجير وسط دمشق سنة 2008.
وبعد ثورات 2011 استمرت اكتشاف الخلايا التابعة لـ”حزب الله” في الكويت، إذ ألقت السلطات الكويتية في أغسطس/ آب 2015، على أعضاء خلية تابعة لحزب الله، وعرفت الخلية حينها باسم “خلية العبدلي”.
وأعلنت الكويت حينها مصادرة كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمتفجرات في مزارع منطقة العبدلي، وإلقاء القبض على أكثر من 20 شخصاً.
وفي يوليو/ تموز 2017 سلمت الكويت مذكرة احتجاج رسمية للحكومة اللبنانية بشأن خلايا حزب الله في الكويت، وطالبتها بتحمل مسؤوليتها بما وصفته حينها “الممارسات غير المسؤولة” للحزب.
إلا أن الأمين العام لـ”حزب الله”، حسن نصر الله، نفى إرسال سلاح إلى الكويت، وقال “ما يقال عن أننا أرسلنا سلاحا إلى الكويت غير صحيح، وما يقال عن أن لدينا سلاحا في الكويت غير صحيح. “إننا لا نريد في الكويت إلا كل الأمن والسلامة وما سيق من اتهامات هي اتهامات سياسية”.
وفي 17/ أيار 2018، أدرجت الكويت أربعة كيانات و10 أفرد من حزب الله على قائمة الإرهاب أبرزهم، وهي “الجناح العسكري للحزب، ونعيم قاسم ومحمد يزبك وحسين خليل وهاشم صفي الدين وطلال حمية وآدهم تباجه ومجموعة سبكتروم الطيف وحسن ابراهيم وماهر للتجارة ومجموعة الإنماء للمشاريع والهندسة وعلي يوسف شراره وإبراهيم أمين السيد وحسين إبراهيم”.