“حقيقة ناقصة”.. تقديرات واشنطن حول ثروة الأسد تثير انتقادات سوريين
أثار تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن القيمة الصافية لثروة رئيس النظام السوري، بشار الأسد وعائلته انتقادات سوريين، وهم الذين كانوا يترقبوه منذ إقراره في “الكونغرس” نهاية العام الماضي.
وأعلنت الخارجية الأميركية أنّ القيمة الصافية الأسد وعائلته تقدّر ما بين مليار وملياري دولار، مؤكدة في تقرير أعدّته بطلب من الكونغرس ونشرت جزءاً منه، أمس الخميس، أنّ هذه الثروة يمتلكها الأسد وزوجته وشقيقه وشقيقته وأبناء عمومته وأبناء خالاته وعمّه، ومعظمهم يخضعون لعقوبات أمريكية.
تقرير الخارجية الأمريكية بأن ثروة بشار الأسد بين ١ – ٢ مليار $ بعيد عن الواقع، ولا يعكس حقيقة ما نهبه من خيرات #سورية.
في ٢٠٠٤ مات عمه جميل الأسد، وفي رسالة لابنه وجهها لبشار بعد خلاف بين الورثة قال إن والده ترك وراءه ٥ مليارات دولار و٩٥٠ عقارا!
سرقات آل الأسد تزيد عن ٣٠ مليار $— أحمد رمضان Ahmed Ramadan (@AhmedRamadan_SY) April 28, 2022
وأشارت الخارجية الأمريكية إلى أن ما يتضمنه تقريرها هو الجزء المعلن، وأنها أبقت الجزء الآخر منه سرياً، لأنه ليس بوسعها أن تقدّم سوى “تقدير غير دقيق”، مضيفة أن عائلة الأسد تمتلك أصولاً بأسماء وهمية، وصفقات عقارية مبهمة.
وبحسب الجزء العلني من التقرير، فإنّ “التقديرات المستندة إلى معلومات مفتوحة المصدر، تضع عموماً صافي ثروة عائلة الأسد بين 1 و2 مليار دولار”.
وأضافت الوزارة، نقلاً عن تقارير غير حكومية وأخرى إعلامية أنّ عائلة الأسد تدير “نظام رعاية معقّداً يشمل شركات وهمية وشركات واجهات يستخدمها النظام أداة للوصول إلى موارد مالية”، منوهة إلى أنّ لا معلومات كافية لديها عن صافي ثروة أبناء الرئيس الأسد الثلاثة، وأصغرهم يبلغ 17 عاماً.
وتفاعل العديد من المستخدمين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبروا خلال الساعات الماضية أن الرقم المعلن “غير واقعي”.
كما أنه يناقض التقارير التي كشفت مؤخراً عن إيرادات نظام الأسد من “تجارة المخدرات”، والتي تجاوزت 5 مليارات دولار سنوياً.
قبل أيام كشف معهد "نيو لاينز" أن تجارة #الكبتاغون التي ينتجها ويروجها نظام بشار #الأسد، تتجاوز قيمتها خمسة مليارات دولار، اليوم تقول الخارجية الأميركية إن ثروة عائلة الأسد تقدر بنحو مليار دولار!! قد تكون الخارجية الأميركية قد استندت إلى بيانات وزارة المالية السورية في تقريرها. pic.twitter.com/sX52nQaUMs
— عبدالقادر ضويحي abdulkader dwehe (@Abood_Dwehe) April 28, 2022
الإعلامي فيصل القاسم، رأى بأن التقرير هو “لتبرئة النظام وليس لفضحه”، وأضاف أن السوريين “يعرفون أن اموال النفط السوري منذ 1970 تذهب لحسابات العائلة الشخصية، وتزيد عن ترليون دولار، لكن أمريكا كشفت عن ملياري دولار فقط”.
يبدو أن كثيرين فهموا التهديدات الأمريكية بالكشف عن ثروة آل الأسد في سوريا خطأً.التقديرات التي كشفت عنها أمريكا تأتي لتبرئة النظام وليس لفضحه. السوريون يعرفون أن اموال النفط السوري منذ ١٩٧٠ تذهب لحسابات العائلة الشخصية وتزيد عن ترليون دولار لكن امريكا كشفت عن ملياري دولار فقط
ههه— فيصل القاسم (@kasimf) April 29, 2022
في المقابل كان لآخرين وجهة نظر مغايرة، حيث رأى الخبير الاقتصادي، ضياء الياسين أن الكشف عن ثروة الاسد وعائلته، يُعد الخطوة الأولى من نوعها أمريكياً، بعد نحو 5 عقود من حكم عائلة الأسد للبلاد.
Regardless of the quality of the report, which at least did not disclose its methodology, we now have official estimations submitted by @StateDept to @congressdotgov for the net wealth of Assad's family for the first time in #History.
— Diaa Alyasin (@diaa_alyasin) April 29, 2022
وأقر مجلس النواب الأمريكي في 9 ديسمبر/ كانون الأول 2021، قانون موازنة وزارة الدفاع الأمريكية لعام 2022، والذي ينص في بعض تعديلاته، على تقديم تقرير عن ثروة بشار الأسد، ومصادِرها خلال 120 يوماً.
وشمل القانون، كشف ثروة الأسد وعائلته والدائرة المقربة منه، بما في ذلك زوجته أسماء وأطفاله وأخوته، وكذلك أبناء عمومتهم من الأب والأم، كعائلة مخلوف وغيرهم.
وتتم عملية الكشف عن الثروة بالطلب من الوكالات الفيدرالية الأمريكية، برفع تقرير مفصل عن ذلك إلى مجلس النواب.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، خلال السنوات الماضية، عقوبات اقتصادية ضد شخصيات بارزة في نظام الأسد، بسبب قمع المظاهرات السلمية بقوة السلاح، وما تبعه في السنوات الأخرى من تدمير للمدن السورية وقتل وتهجير المدنيين.
وشملت العقوبات السابقة مسؤولين في حكومة النظام وكيانات وشخصيات داعمة له، وأبرزها تقرر في يونيو/ حزيران 2020، متمثلاً في قانون “قيصر”، الذي نص على تجميد مساعدات إعادة الإعمار، وفرض عقوبات على نظام الأسد، والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة المتعاونة معه، إضافة إلى الدول التي تقدم له المساعدات.