استعرض وزير المالية في حكومة الأسد، مأمون حمدان، أبرز أسباب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي تشهدها سورية حالياً، تزامناً مع الانهيارالتاريخي لليرة السورية.
حمدان نفى خلال جلسة لـ “مجلس الشعب”، أمس الاثنين، أن تكون الأسباب “اقتصادية”، مشيراً إلى أن حكومة الأسد لم تزيد من إنفاقها “بل على العكس خفضت من الإنفاق الإداري في كل مفاصل الجهات العامة، كما أن حجم المستوردات لم يزداد مقارنة بالفترات السابقة”.
وأضاف، حسبما نقل موقع “وزارة المالية السورية” في “فيس بوك” عنه، أن أبرز أسباب الأزمة هو الإشاعات التي تؤدي إلى زيادة المخاوف لدى الناس، ما يدفعهم إلى الإقبال على شراء الدولار أو الذهب أو العقارات، من أجل المحافظة على قيمة ما يملكون من الليرة السورية، متحدثاً أيضاً عن حصول “مضاربة” على الليرة.
عقد مجلس الشعب جلسته الثانية من الدورة العادية الثالثة عشرة للدور التشريعي الثاني برئاسة حمودة صباغ رئيس المجلس اليوم…
Gepostet von وزارة المالية السورية – Syrian Ministry of Finance am Montag, 8. Juni 2020
وبرر المسؤول في حكومة الأسد عدم تدخل الحكومة حتى الآن بقوله: “إن الحكومة لم تتدخل حتى الآن بطرح دولار واحد في الأسواق لعدة أسباب، فكل وحدة من القطع الأجنبي لها مكانها الصحيح في قطاعات ضرورية مثل الكهرباء والنفط الذي يحتاج أكثر من /2/ مليار دولار سنوياً والقمح، فهذه القطاعات كلها بحاجة إلى إنفاق بالقطع الأجنبي وفقاً للخطط المدرجة بالموازنة العامة للدولة والتي يتم تنفيذها حالياً”.
ويتزامن ما سبق مع استمرار تدهور غير مسبوق لسعر صرف الليرة السورية، إذ وصل، اليوم، إلى 3100 ليرة سورية للدولار الواحد، ما أدى إلى ارتفاع حاد بأسعار المواد الغذائية، وإيقاف تجار الجملة والمحلات التجارية أعمالهم جراء ذلك.
ويأتي تدهور الليرة مع السريان المرتقب لقانون “قيصر” هذا الشهر، والذي من المتوقع أن يزيد الخناق الاقتصادي على النظام، وسيؤدي كذلك إلى تدهور جديد في الوضع المعيشي للمواطنين.
توقف مفاجئ لصرافات البنوك الخاصة
إلى جانب ذلك، رصد مواطنون في مناطق النظام توقف صرافات البنوك الخاصة بشكل مفاجئ، إذ لم يُسمح لعدد من العملاء بسحب أموالهم عن طريق تلك الصرافات.
وبحسب موقع “الاقتصادي”، فإن عدداً من البنوك الخاصة في سورية أوقفت خدمة الصرافات والبطاقات التابعة لها، دون توضيح الأسباب، مشيراً إلى وجود مباحثات بين البنوك الخاصة و”مصرف سورية المركزي” لحل الإشكال.
ومن بين البنوك التي توقفت عن تقديم خدمة سحب الأموال عن طريق الصرفات الآلية، بنك “الأرن- سورية”، وبنك “البركة- سورية” في كافة فروعها، اللذين أعلنا عن توقف تلك الخدمة حتى إشعار آخر “لأسباب تقنية”.
وبحسب “الاقتصادي” فإن سبب التوقف يعود وجود إشكالية مع الشركة اللبنانية “CSC”، التي توفر أجهزة الصرافات والبطاقات الخاصة في سورية، مشيراً إلى أن الشركة أوقفت العمل فجأة مع البنوك السورية.
يُشار إلى أن المظاهرات المناهضة لنظام الأسد في محافظة السويداء تجددت، وذلك احتجاجاً على الواقع المعيشي السيء الذي يعيشه المدنيون في ظل الانهيار المتسارع لليرة السورية.