قدمت حكومة النظام السوري عدة “إغراءات” لمزارعي الفول والبازيلاء في سورية، تحسباً من أزمة شبيهة بأزمة البصل، والتي ما تزال مستمرة حتى الآن في وقت تسود الكثير من التحذيرات عن انسحابها إلى منتجات أخرى.
وأعلنت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، اليوم الجمعة، أنها ترغب “بدعم الإخوة المزارعين في موسم الفول والبازيلاء عبر السورية للتجارة، وعن طريق الشراء منهم مباشرةً”.
وقالت إنها “ستزودهم بالصناديق ونقل محصولهم بسيارات السورية للتجارة وتوفير عمولة سوق الهال، وطرح محصولهم في صالاتها بالبيع الحر، وبسعر مستهلك أقل”.
كما دعت الوزارة المزارعين الذين لديهم فول يابس من الموسم الماضي أو من يريدون تسويق الفول اليابس من الموسم الحالي التواصل معها لتسويق ما لديهم.
وتأتي هذه الخطوة بعدما خرجت الكثير من التحذيرات بشأن أزمة مرتقبة قد تضرب الفول والبازيلاء في الأيام المقبلة، كما حصل بالنسبة للبصل منذ مطلع شهر فبراير/شباط الماضي.
وبدأت مخاوف المزارعين تتزايد تدريجياً مع تأخر الأمطار وانحباسها في هذا الوقت من العام، حيث باتت معظم المحاصيل البعلية حالياً –وفي مقدمتها الفول والبازيلاء- تحت تهديد ضعف الإنتاج، أو الحاجة للسقاية التي تكلف ما يفوق قدرة الفلاح.
ووفق تقرير لصحيفة “البعث” فإن توقعات الإنتاج لهذين المحصولين لم تصدر بعد عن وزارة الزراعة كون الوقت لا يزال مبكراً عليها، غير أن فلاحين ومختصين في الشأن الزراعي أوضحوا أن المساحات التي زرعت هذا العام هي بالأساس أقل من العام الماضي.
ومع الجفاف الحاصل قد يحصل تراجع في الإنتاج بالمساحات البعلية.
ونقلت الصحيفة عن الخبير التنموي أكرم عفيف قوله إن المساحات المزروعة بالفول والبازيلاء هذا العام تراجعت بسبب التقصير في التسويق خلال الموسم الماضي، مما تسبب بخسارة الكثير من الفلاحين.
وأضاف أن “تدخل السورية للتجارة كان بالحدود الدنيا، ومطالبات الفلاحين بتفريز الإنتاج لدى المؤسسة لطرحه بأسعار مناسبة لم تلقَ صدىً، فتكررت بذلك أزمة جميع المواسم”.
أما تأخر المطر في هذا الوقت فقد يتسبب بتراجع في الإنتاج إن لم يتجه الفلاحين للسقاية، علماً أن من يملك بئراً ارتوازية اليوم يحتاج 1.2 مليون ليرة تكلفة محروقات للسقاية في اليوم الواحد.
في حين يضطر الفلاحون لشراء ليتر المازوت بـ7000 ليرة، في ظل عدم حصولهم سوى على 20 بالمئة من حصتهم من المازوت المدعوم.