“حل وسط” وانقسام.. ما أصداء ضربات سورية والعراق في أمريكا؟
تباينت ردود الفعل داخل واشنطن حيال الضربات الجوية التي أمر الرئيس جو بايدن بتنفيذها في سورية والعراق، رداً على مقتل 3 جنود بقاعدة “البرج 22” شمال الأردن.
وبينما اعتبر ديمقراطيون أنها “حققت هدفها” جادل آخرون بذلك منتقدين طبيعة الانتقام المبلغ عنه مسبقاً، ما دفع إيران وميليشياتها لاتخاذ الكثير من الاحتياطات.
ولن تكون الضربة التي حصلت ليلة الجمعة الأخيرة، حسبما أشار مسؤولون أمريكيون، وتمثل “البداية فقط”، وفق قول بايدن ووزير خارجيته، أنتوني بلينكن.
“حل وسط”
تقول شبكة “CNN” الأمريكية في تحليل لها نشر، اليوم السبت، إن قرار بايدن بضرب 85 هدفاً في سورية والعراق كان “بمثابة حل وسط”.
وتوضح أن الرئيس الأمريكي بذلك “لم يصل إلى ضربة مباشرة داخل إيران الأمر الذي يكاد يكون من المؤكد أنه سيشعل حرباً أوسع نطاقاً”.
في ذات الوقت كانت الضربة “أكثر اتساعاً من أي إجراء اتخذته الولايات المتحدة حتى الآن ضد الجماعات التي تتهمها بزعزعة استقرار المنطقة”، والمرتبطة بإيران.
وليس هناك اعتقاد كبير داخل الحكومة الأمريكية بأن تصرفات بايدن ستغلق تماماً كوكبة الجماعات الوكيلة لإيران التي كانت مسؤولة عن تصعيد الهجمات على القواعد الأمريكية وممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر.
ولا يزال الحل على المدى الطويل بعيد المنال، حيث يدخل بايدن عام إعادة انتخابه بينما يسعى أيضاً إلى تحقيق اختراق دبلوماسي واسع النطاق يأمل أن يؤدي إلى إحداث تحول في المنطقة الأكبر، وفق “CNN“.
وتضيف الشبكة الأمريكية: “الكيفية التي ستتطور بها الأيام المقبلة ستكون لها تداعيات واسعة النطاق على المنطقة وعلى الرئيس نفسه، والذي أمضى الساعات قبل أن تبدأ قاذفات القنابل من طراز B-1 في ضرب أهدافها”.
“انقسام”
ووصف المشرعون الجمهوريون الضربات الأمريكية بأنها قليلة جداً ومتأخرة.
لكن في المقابل رحب الديمقراطيون بخطوة إدارة بايدن ووصفوها بأنها متناسبة.
وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون (جمهوري من لوس أنجلوس) إن “الإدارة انتظرت لمدة أسبوع وأرسلت برقية إلى العالم، بما في ذلك إيران، حول طبيعة ردنا”.
وتابع: “الأمر الذي يقوض قدرتنا على وضع نهاية حاسمة للهجمات”.
وأضاف النائب بايرون دونالدز (جمهوري عن ولاية فلوريدا) أنه كان ينبغي على الجيش الأمريكي أن ينتقم في اليوم الذي تعرض فيه أفراد الخدمة الأمريكية للقصف.
وأشار السيناتور ميتش ماكونيل (جمهوري من كنتاكي) إلى أن بايدن عليه “استخدام القوة الساحقة وإعادة تأسيس ردع موثوق ضد إيران ووكلائها”.
وتختلف آراء الجمهوريين عن الديمقراطيين، حيث يرون ان “الرد كان قوياً ومتناسباً”، وفق قول السناتور جاك ريد، رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.
وأضاف النائب سيث مولتون (ديمقراطي من ماساتشوستس)، وهو من قدامى المحاربين في مشاة البحرية أن “الجمهوريين الذين ينتقدون الضربات باعتبارها غير كافية دون حتى رؤية تقييمات الأضرار يلعبون السياسة”.
“لقد قاتلت الجماعات الوكيلة لإيران في العراق منذ 20 عاماً. وقتلوا المئات من الجنود الأمريكيين خلال تلك الحرب”.
وكتب مولتون على وسائل التواصل الاجتماعي: “هذه ليست مشكلة جديدة، ولم يجد أي رئيس، سواء كان ديمقراطياً أو جمهورياً، حلاً جيداً” .
وأوضحت السناتور تامي داكوورث (ديمقراطية من إلينوي) أنها تعتقد أن “بايدن أظهر أن الولايات المتحدة مستعدة للانتقام لأولئك الذين قد يجرؤون على إصابة القوات الأمريكية في الخارج”.