“حماس” تطرق أبواب النظام بيد خليل الحية.. تعرف إليه
على وقع الزيارة التي سيجريها وفد من حركة “حماس” الفلسطينية إلى دمشق غداً الأربعاء، دارت تساؤلات حول الشخصية التي ستترأس الوفد وتلتقي مسؤولي النظام، بعد قطيعة في العلاقات استمرت لأكثر من 10 سنوات.
موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، قال في تقرير له، الشهر الماضي، إنه من المتوقع أن يترأس وفد “حماس” في دمشق الرئيس الأول للمكتب السياسي للحركة، موسى أبو مرزوق، أو رئيس مكتب العلاقات العربية- العربية في الحركة، خليل الحية.
إلا أن صحيفة “الوطن” شبه الرسمية، قالت في تقرير لها اليوم الثلاثاء، إن الاختيار وقع على خليل الحية، الذي سيترأس وفد “حماس” خلال الزيارة المرتقبة غداً الأربعاء.
“همزة وصل” بين الحركة وإيران
يُعرف عن خليل الحية قربه من إيران و”حزب الله” اللبناني، إذ لم يتوانَ في كل المحافل السياسية عن توجيه الشكر لإيران، بسبب دعمها لحركة “حماس”، وغالباً ما يتواجد على رأس وفود الحركة خلال لقائها مسؤولين إيرانيين أو مسؤولين في “حزب الله”.
“إيران تقدم لحماس كل أشكال الدعم، وهذا الدعم مستمر، وكان ومازال عاملاً مساعداً على قوة وقدرات المقاومة في فلسطين”، بحسب ما نقلت وكالة أنباء “فارس” الإيرانية عن الحية أواخر عام 2021.
ويعتبر الحية أن علاقة “حماس” بإيران هي بمثابة “اعتزاز” للحركة، بقوله “إن العلاقة مع إيران نعتز بها ولا نخفيها، ونرحب بكل أشكال الدعم طالما تتجه نحو فلسطين والقدس”.
إلى جانب ذلك، يلتقي خليل الحية مراراً بالأمين العام لـ “حزب الله” اللبناني، حسن نصر الله، كان آخرها في أغسطس/ آب الماضي، في رسالة علنية ليست جديدة تؤكد اصطفافه مع محور إيران و”حزب الله”.
حرص على علاقة “حماس” بالنظام
كان خليل الحية من أوائل أعضاء حركة “حماس” الذين دعوا إلى إنهاء القطيعة مع النظام السوري، وإعادة العلاقات معه إلى سابق عهدها.
وفي يونيو/ حزيران الماضي، قال الحية في لقاء مع صحيفة “الأخبار” اللبنانية، إن “حماس” أقرت السعي لاستعادة العلاقة مع النظام، بعد مناقشة داخلية وخارجية شملت قادة وكوادر الحركة وحتى المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية، حسب تعبيره.
وأضاف أن الظروف والشكل والتوقيت قد نوقشت، مردفاً: “وضعت خطة سيتم تنفيذها بمساعدة الحلفاء”.
لخليل الحية مواقف أخرى تُظهر تقربه من نظام الأسد، إذ انتشرت تصريحات له منتصف العام الجاري، قال خلالها إن إسرائيل “تعتدي على سورية لأنها لم تستطع تطويعها للحاق بركب التطبيع”، حسب تعبيره.
جاءت تلك التصريحات في أعقاب القصف الإسرائيلي المتكرر لمطار دمشق الدولي ومواقع عسكرية تابعة للنظام وإيران على الأراضي السورية.
وأضاف حسبما نقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عنه: “تؤدي سورية دورها الطليعي في المنطقة لما تمثله من عمق ومكانة”، مردفاً أن “الاحتلال يستغل التطبيع للاعتداء على ثروات لبنان وقصف مطار دمشق وتنفيذ اغتيالات في إيران”.
وفي عام 2019، حاول الحية في مقابلة له الالتفاف على سؤال حول علاقة “حماس” بالنظام السوري، وقال حينها: “نحن لا نحب أن نتحدث كثيراً في هذا الموضوع، لكننا نحرص أن تكون لنا علاقات طيبة وجيدة مع كل دول العالم، خاصة الدول والكيانات والأنظمة التي تؤمن بخيار المقاومة وتدعمه”.
وأضاف: “عندما كنا بسورية كانت ظروفنا كشعب وكمقاومة من أفضل الظروف، لكننا خرجنا بسبب الظروف التي تعرفونها”.
سيرته الذاتية
خليل الحية هو سياسي فلسطيني محسوب على حركة “حماس”، التي شغل فيها مناصب عدة، آخرها رئيس مكتب العلاقات العربية- العربية.
ولد الحية في غزة عام 1960، وهو حاصل على درجة البكالوريوس من كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية بغزة عام 1983، ودرجة الماجستير في الشريعة الإسلامية من الجامعة الأردنية سنة 1986، ثم حصل على شهادة الدكتوراة في السنة وعلوم الدين من جامعة السودان عام 1997.
بدأت حياته السياسية رسمياً عام 2006، حين انتُخب عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني ممثلاً عن حركة “حماس”، إلا أن انضمامه ونشاطه في الحركة بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي، وشغل مناصب عدة داخلها.
سبق أن تعرض خليل الحية لمحاولات اغتيال عدة من قبل إسرائيل، أبرزها عام 2007 وقتل حينها 7 من أفراد أسرته، وفي عام 2014 قتلت زوجته وثلاثة من أبنائه في غارة إسرائلية على منزل ابنه أسامة في غزة.