تسود توقعات بقرب الاتفاق بين إسرائيل وحركة “حماس” حول وقف إطلاق النار في غزة، مقابل الإفراج عن أسرى إسرائيليين، وفق تصريحات متقاطعة لمسؤولين مطلعين على سير المفاوضات.
وقال نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، جون فاينر، لشبكة “NBC”، أمس الأحد، إن المفاوضات الجارية هي الأقرب حتى الآن من الاتفاق.
وأضاف: “نحن أقرب مما كنا عليه منذ فترة طويلة، وربما أقرب مما كنا عليه منذ بداية هذه العملية لإنجاز الصفقة”.
مردفاً أن العملية “وصلت إلى مرحلة حساسة للغاية، بعد تقدم كبير في الأيام والساعات الأخيرة”.
من جانبه، قال السفير الإسرائيلي لدى واشنطن، مايكل هيرزوغ، إن الاتفاق يتعلق بوقف إطلاق النار لبضعة أيام مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائليين.
وأضاف في حديثه لشبكة “ABC” أن “العملية العسكرية الإسرائيلية لتفكيك حماس لن تتوقف، لكن نحن على استعداد للتوقف مؤقتاً من أجل تحرير عدد كبير من الرهائن إذا كان لدينا اتفاق”.
“حماس تقلّص الفجوات”
وكذلك، نقل موقع “أكسيوس” الأمريكي عن ثلاثة مصادر على اطلاع مباشر بسير المفاوضات، أن الاتفاق شهد “تقدماً متواضعاً” بعد توقف دام عدة أيام.
وأضاف أن زعيم “حماس” في غزة، يحيى السنوار، أرسل رداً جديداً للوسطاء القطريين “أشار فيه إلى تضييق بعض الفجوات بين الطرفين، لكن ليس بما يكفي للتوصل إلى اتفاق”، بحسب اثنين من المصادر.
وكان رئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن، قد صرح أمس الأحد، أنه واثق من أن الاتفاق قريب، وأن الفجوات بين الطرفين صغيرة وذات طبيعة لوجستية في الغالب، وفق تعبيره.
وبحسب مصادر “أكسيوس”، إذا تم التوصل إلى اتفاق فسيتم تنفيذه على مرحلتين.
في المرحلة الأولى، ستطلق حماس سراح نحو 50 امرأة وطفلاً، مقابل وقف القتال لمدة خمسة أيام.
ومع استمرار الهدنة لمدة خمسة أيام، “ستقوم حماس بتحديد المزيد من النساء والأطفال الذين تدعي أنهم محتجزون كرهائن لدى فصائل أخرى، حتى يمكن إطلاق سراحهم في مرحلة ثانية”.
ووافق السنوار من حيث المبدأ على زيادة عدد النساء والأطفال الذين سيتم إطلاق سراحهم بموجب اتفاق المرحلتين إلى أكثر من 50، بحسب مصدرين.
لكن السنوار “يطالب إسرائيل بوقف مراقبتها الجوية لغزة لمدة ست ساعات يومياً خلال فترة التوقف، حتى يتمكن عناصر حماس من تحديد مكان الأسرى دون أن تتجسس عليهم إسرائيل”.
وقال اثنان من المصادر إن السنوار يطالب إسرائيل أيضاً بالإفراج عن جميع النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، وعددهم 150 امرأة وقاصراً فلسطينياً تحتجزهم إسرائيل لمشاركتهم في عملية “طوفان الأقصى”.
وذكر موقع “أكسيوس” أن إسرائيل طلبت، كجزء من الاتفاق، معرفة العدد الدقيق للنساء والأطفال المحتجزين كرهائن في غزة.
وقال أحد المصادر إن إسرائيل لن تقبل فقط باتفاق عام يقضي بإطلاق “حماس” سراح المزيد من الأسرى، ولكنها تريد أن تعرف على وجه التحديد عدد الأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم في المرحلة الثانية.
وهناك نقطة شائكة أخرى في سير الاتفاق، وهي عدد شاحنات المساعدات التي ستدخل غزة عبر مصر يومياً بموجب الصفقة.
وتطالب “حماس” بالسماح بدخول 400 شاحنة يومياً، وتوفير الوقود للمستشفيات والمخابز بالإضافة إلى غيرها من السلع الإنسانية.
ويقول الجانب الإسرائيلي إن معبر رفح لا يستطيع استيعاب 400 شاحنة يومياً “لأسباب أمنية”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حرباً عنيفة على غزة، أسفرت عن مقتل حوالي 13 ألف شخص، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الصحية في القطاع.