نفت حركة “حماس” التقارير التي وردت حول عقد لقاء مع المرشد الإيراني الأعلى، آية الله علي خامنئي، والرسالة التي أرسلتها طهران لـ”حماس” حول مشاركتها في حرب غزة.
وقالت “حماس” في بيان لها، اليوم الخميس، إنه لا صحة لما ورد في التقارير حول اللقاء الذي جمع قائد “حماس” إسماعيل هنية، مع المرشد الإيراني خامنئي.
وجاء في البيان: “ننفي صحة ما ورد في هذا التقرير، ويؤسفنا نشر خبر لا أصل له، وندعو الوكالة لتحري الدقة”.
وكانت وكالة “رويترز” كشفت، أمس الأربعاء، عن لقاء جمع إسماعيل هنية مع خامنئي، في طهران مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين إيرانيين قولهم إن الزعيم الإيراني أوصل رسالة إلى هنية مفادها: “أنتم لم تقدموا لنا أي تحذير بشأن هجومكم على إسرائيل في 7 أكتوبر، ولن ندخل الحرب نيابةً عنكم”.
وقال المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، إن خامنئي أكد لهنية أن إيران ستواصل تقديم الدعم السياسي والمعنوي لـ”حماس”، لكنها لن تتدخل بشكل مباشر.
ونقلت “رويترز” عن مسؤول في “حماس” قوله إن خامنئي طالب هنية “بإسكات الأصوات داخل الحركة، التي تدعو علناً إيران وحليفها اللبناني القوي حزب الله للانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتها”.
وبحسب الوكالة فإن الصراع الحالي “يمثل اختباراً لحدود المحور الإقليمي، الذي يضم الحكومة السورية وحزب الله وحماس وجماعات مسلحة أخرى من العراق إلى اليمن”.
إلا أن “حماس” نفت صحة ذلك، وطالبت الوكالة “بتحري الدقة”.
سياسة إيران تتضح
ومنذ بدء إسرائيل حربها على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تواجه إيران معضلة أمام مؤيديها و”اختباراً لمصداقيتها”، وفق تقرير أمريكي.
وخلال أيام الحرب الماضية لم يرتق الموقف الإيراني إلى مستوى خطاب مسؤوليها “الناري”، الذي تعهدوا على مدى عقود ماضية بتدمير إسرائيل.
ومنذ بدء الحرب اكتفى المسؤولون الإيرانيون بالتحذير من “امتداد الحرب إلى جبهات أخرى”، في حال استمرار القصف الإسرائيلي على القطاع.
وفي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، قبل أسبوعين، فإن “إيران تواجه الآن معضلة، إذ تفكر في كيفية الرد هي والميليشيات التابعة لها على الغزو الإسرائيلي لغزة وما إذا كان عليها تعزيز أوراق اعتمادها الثورية على حساب خطر إشعال حرب إقليمية واسعة النطاق”.
واعتبرت الصحيفة أنه “إذا لم تفعل إيران شيئاً، فإن قادتها يخاطرون بخسارة مصداقيتهم بين الناخبين والحلفاء”.
خاصة في ظل تعالي الأصوات الداخلية حول سبب عدم تطابق تصرفات إيران مع خطابها وشعار “تحرير القدس”.
ونقلت الصحيفة عن ثلاثة إيرانيين مرتبطين بالحكومة ومطلعين على المداولات الداخلية، أن “إيران لا تريد حرباً إقليمية، لأن ذلك يحمل مخاطر على قادتها وحكامها الدينيين”.
كما أن دخول طهران في المعركة قد يؤدي إلى “تضاؤل القدرات العسكرية لحلفائها في المنطقة بشكل كبير من خلال معركة مطولة مع إسرائيل، خاصة إذا دخل الجيش الأمريكي في المعركة”.
وتعليقاً على ذلك، قالت صحيفة “كيهان”، التابعة للمرشد الإيراني، قبل أيام إن “خطاب الثورة الإيرانية يقوم على صحوة الأمم وتقويتها، لكنها لا تذهب إلى الحرب بدلاً من أي شعب”.
وتحدثت الصحيفة عن سيناريوهين أمام إيران، السيناريو الأول هو “المخاطرة بخسارة ذراعها في غزة”، في إشارة إلى حركة “حماس” التي تعتبر طهران من أكبر داعميها.
أما السيناريو الثاني أمام طهران هو أن “تخاطر بفقدان ماء وجهها”، في إشارة إلى عدم دخولها في الحرب.