خاص: تحركات روسية لزيادة أعداد “الفيلق الخامس” في الجنوب
يشهد الجنوب السوري تحركات جديدة من قبل روسيا، في مسعى لزيادة أعداد عناصر “الفيلق الخامس”، بحسب ما قال مصدر عسكري من درعا لـ”السورية.نت”.
وأضاف المصدر (تحفظ على ذكر اسمه) اليوم الثلاثاء أن الجانب الروسي بدأ باستقطاب شبان جدد للانخراط في “الفيلق الخامس”، ويعمل حالياً على نقل جزء منهم إلى معسكرات في مدينة حمص، من أجل تدريبهم وتجهيزهم بدنياً وعسكرياً.
وأوضح المصدر أن الجانب الروسي في الجنوب يسعى حالياً إلى زيادة رقعة سيطرة “الفيلق الخامس” إلى ما هو أبعد من مدينة بصرى الشام، والتي تعتبر المركز الأساسي للعناصر المنضوين في “الفيلق”.
وبحسب المصدر، فإن عدة باصات أقلت شبان دخلوا في اتفاق “التسوية” مؤخراً في محافظة القنيطرة، وخرجت اليوم إلى معسكرات مدينة حمص، نافياً أن تكون الباصات التي خرجت لنقل المقاتلين إلى ليبيا، للمشاركة في العمليات العسكرية، إلى جانب خليفة حفتر قائد “الجيش الوطني الليبي”.
وأكد المصدر: “روسيا فتحت باب الفيلق الخامس مرة أخرى في الجنوب السوري، وتعمل حالياً على زيادة عددهم بدرعا وتوسعة نفوذهم خارج بصرى الشام”.
وتأتي التحركات الروسية بصورة مفاجئة في الجنوب السوري، ووسط حالة من الفوضى الأمنية تعيشها المنطقة، تتمثل بعمليات اغتيال وتفجيرات بالعبوات الناسفة، تستهدف بعضها عناصر من قوات الأسد والآخرى قادة كانوا يعملون سابقاً ضمن فصائل المعارضة.
وكان ناشطون من درعا قد تداولوا على مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعات الماضية، صوراً وتسجيلات مصورة لعدد من الحافلات على متنها مقاتلين من مناطق سيطرة نظام الأسد، وقال الناشطون إن المقاتلين في طريقهم للسفر إلى ليبيا.
لكن المصدر أشار إلى أن وجهة المقاتلين كانت معسكرات مدينة حمص، مقدراً الأعداد التي خرجت من القنيطرة قرابة 450 مقاتل.
وكانت موسكو قد تمكنت عقب اتفاق “التسوية” في الجنوب السوري، تموز 2018، من استقطاب مئات المقاتلين في درعا، وضمهم ضمن تشكيلات “الفيلق الخامس”، وبشكل أساسي في مدينة بصرى الشام في الريف الشرقي، بقيادة القيادي السابق في المعارضة، أحمد العودة.
وتشكّل “الفيلق الخامس” في أواخر عام 2016 بأوامر روسية ليكون رديفاً لقوات الأسد، التي تقدمت على حساب المعارضة تحت وطأة الترسانة الروسية، في السنوات الماضية.
وعقب سيطرة قوات الأسد على درعا في تموز 2018، فرضت روسيا على المنشقين والمتخلفين خيار الانضمام إلى أحد تشكيلاتها العسكرية والقتال في صفوفها مقابل عدم اعتقالهم بتهم تتعلق بـ “الإرهاب”، وهذا جعل من تبقى من أبناء المحافظة مجبرين على الانتساب لتلك التشكيلات ضمن ما عرف بـ “فصائل التسوية”.
تحركات سابقة
لا يمكن فصل التحركات التي تعمل عليها روسيا الجنوب حالياً، عما شهدته درعا في الأشهر الماضية، وبالتحديد مدينة الصنمين.
وكانت قوات الأسد قد فرضت اتفاقاً على مدينة الصنمين، منذ قرابة شهرين، قضى بتسليم أسلحة المقاتلين فيها، وخروج من رفضت تسويته إلى الشمال السوري، في حين أجبر من أراد البقاء من المقاتلين على الانضواء في “الفيلق الخامس”، الذي يقوده القيادي أحمد العودة.
وبعد إبرام اتفاق “التسوية” في درعا انقسمت المناطق فيها إلى قسمين، القسم الأول: مناطق تحت الجناح الروسي المتمثل في “الفيلق الخامس”، والذي ينتشر في مدينة بصرى الشام وبعض القرى القريبة منها في ريف درعا الشرقي.
أما القسم الثاني: فهو مناطق خارج السيطرة تماماً وانتشار السلاح فيها كما في مناطق الريف الغربي، والتي تنشط فيها تشكيلات “الفرقة الرابعة” وفرع “الأمن العسكري”.