كشفت وكالة “رويترز” تفاصيل اللقاء الذي جمع قائد حركة “حماس”، إسماعيل هنية، مع المرشد الإيراني، آية الله علي خامنئي، في طهران مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ونقلت الوكالة عن مسؤولين إيرانيين، اليوم الأربعاء، قولهم إن الزعيم الإيراني أوصل رسالة إلى هنية مفادها: “أنتم لم تقدموا لنا أي تحذير بشأن هجومكم على إسرائيل في 7 أكتوبر، ولن ندخل الحرب نيابةً عنكم”.
وقال المسؤولون الذين رفضوا الكشف عن هويتهم، إن خامنئي أكد لهنية أن إيران ستواصل تقديم الدعم السياسي والمعنوي لـ”حماس”، لكنها لن تتدخل بشكل مباشر.
“محور المقاومة” تحت الاختبار
ونقلت “رويترز” عن مسؤول في “حماس” قوله إن خامنئي طالب هنية “بإسكات الأصوات داخل الحركة، التي تدعو علناً إيران وحليفها اللبناني القوي حزب الله للانضمام إلى المعركة ضد إسرائيل بكامل قوتها”.
وقالت ثلاثة مصادر قريبة من “حزب الله” للوكالة إن مقاتلي الحزب لم يكونوا في حالة تأهب، حتى في القرى القريبة من الحدود مع إسرائيل، وكان لا بد من استدعائهم بسرعة.
وأضاف أحد قادة “حزب الله” للوكالة: “لقد استيقظنا على الحرب”.
وبحسب “رويترز”، تعتبر الأزمة الحالية المرة الأولى التي يحشد فيها ما يسمى “محور المقاومة” على جبهات متعددة في نفس الوقت.
إذ يخوض “حزب الله” أعنف اشتباكات مع إسرائيل منذ قرابة 20 عاماً، على الحدود الجنوبية للبنان.
وكذلك، استهدفت الميليشيات المدعومة من إيران القوات الأمريكية في العراق وسورية 55 مرة منذ 17 أكتوبر الماضي، بحسب “البنتاغون”.
وأطلق الحوثيون في اليمن صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، تم اعتراضها فوق البحر الأحمر، بحسب تل أبيب.
وتقول “رويترز” إن الصراع الحالي “يمثل اختباراً لحدود المحور الإقليمي، الذي يضم الحكومة السورية وحزب الله وحماس وجماعات مسلحة أخرى من العراق إلى اليمن”.
وأضافت أن لدى تلك الأطراف “أولويات وتحديات داخلية مختلفة”، بعيداً عن التصعيد الحالي في غزة.
وقال الخبير في شؤون “حزب الله” في مركز “كارنيغي للشرق الأوسط” في بيروت، مهند الحاج علي، إن هجوم “حماس” على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، ترك شركاءها في المحور يواجهون خيارات صعبة، ضد خصم يتمتع بقوة نيران متفوقة بكثير (إسرائيل).
وأضاف: “عندما توقظ الدب بمثل هذا الهجوم، يكون من الصعب جداً على حلفائك أن يقفوا في نفس موقفك”.
وبعد ساعات على هجوم “حماس” في غلاف غزة، دعا القائد العسكري للحركة، محمد الضيف، حلفاء “محور المقاومة” إلى الانضمام للنضال.
وقال في رسالة صوتية: “إخواننا في المقاومة الإسلامية في لبنان وإيران واليمن والعراق وسورية، هذا هو اليوم الذي تتحد فيه مقاومتكم مع شعبكم في فلسطين”.
لكن ظهرت تلميحات من الإحباط في التصريحات العلنية اللاحقة لقادة “حماس”، بما في ذلك خالد مشعل، الذي شكر “حزب الله” في مقابلة تلفزيونية يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول الماضي على أفعاله حتى الآن، لكنه قال إن “المعركة تتطلب المزيد”.
إيران لن تتدخل
ومع ذلك، فإن إيران، زعيمة المحور، لن تتدخل بشكل مباشر في الصراع ما لم تتعرض هي نفسها لهجوم من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة، وفقاً لستة مسؤولين لديهم معرفة مباشرة بتفكير طهران والذين رفضوا الكشف عن أسمائهم بسبب طبيعة الأمر الحساسة.
وقال المسؤولون لـ “رويترز” إنه بدلاً من ذلك، يخطط حكام إيران الدينيون لمواصلة استخدام شبكة محورهم من الحلفاء المسلحين، بما في ذلك حزب الله، لشن هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار على أهداف إسرائيلية وأمريكية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأضافوا أن هذه الاستراتيجية عبارة عن “جهد محسوب” لإظهار التضامن مع “حماس” في غزة وإرهاق القوات الإسرائيلية، دون الانخراط في مواجهة مباشرة مع إسرائيل يمكن أن تجتذب الولايات المتحدة.
وقال دينيس روس، الدبلوماسي الأمريكي الكبير السابق المتخصص في الشرق الأوسط والذي يعمل الآن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: “هذه هي طريقتهم في محاولة خلق الردع”.
مردفاً أن سياسة طهران تقول: “طالما لم تهاجمونا، فهذا هو الوضع الذي ستبقى عليه الأمور. ولكن إذا هاجمتمونا، فإن كل شيء يتغير”.
وسبق أن قالت إيران مراراً وتكراراً إن جميع أعضاء “محور المقاومة” يتخذون قراراتهم بشكل مستقل.