في “تطور لافت” أعلنت تركيا، السبت، إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية العسكرية والمدنية التي تحمل جنوداً، والمتوجهة إلى سورية.
وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بقوله في حديث للصحفيين: “لقد أغلقنا المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية الروسية وحتى أمام الطائرات المدنية المتجهة إلى سورية، وتحمل جنوداً”، حيث تم منح الإذن لمدة ثلاثة أشهر حتى أبريل / نيسان الحالي، ثم توقفت الرحلات الجوية.
وأشار الوزير التركي إلى أن إغلاق الأجواء “جاء بالتشاور بين تركيا وروسيا”. وتابع: “أنقرة تولي أهمية للعمل ضمن آلية الحوار مع موسكو”.
وعلى الرغم من عدم تعليق روسيا بشكل رسمي على القرار التركي حتى إعداد التقرير، إلا أن خبراء روس اعتبروا أن الخطوة قد تكون “غير ودية”، وتؤدي إلى عواقب في المستقبل.
وقال مدير مركز الشؤون الدولية الروسي، أندريه كورتونوف، إنه “لا يمكن وصف هذه الإجراءات بأنها خطوة ودية”.
وأضاف كورتونوف، لصحيفة “فزغلياد” الروسية أن “إغلاق السماء قد يؤدي إلى تفاقم الخلافات بين روسيا وتركيا حول عدد من القضايا، وخاصة مستقبل إدلب والوضع في المناطق الكردية”، مشيراً إلى أنه “يمكن أن يساهم في تفاقم الخلافات التي يصعب حلها”.
بدوره اعتبر محلل مستقل في الشؤون السياسية والعسكرية الشرق أوسطية وخبير غير مقيم بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، كيريل سيمينوف، أن الخطوة التركية “جاءت رداً على اتهامات واشنطن”.
وقال سيمينوف للصحيفة نفسها، إنه “يمكن لتركيا استخدام مثل هذه الخطوة كحجة للرد على مزاعم الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في حلف شمال الأطلسي، والذين يتهمون أنقرة بعدم كفاية الجهود لعزل روسيا”.
من جهته قال المحلل السياسي الروسي البارز والخبير في شؤون الشرق الأوسط، سيميون باجداساروف: “كان ينبغي توقع ذلك من تركيا لفترة طويلة، مثل هذا القرار قد يشير إلى أن الأمريكيين وعدوا الأتراك بشيء ما، وهم يتصرفون بما يتفق مع مصالحهم الخاصة”.
ولم يستبعد باجداساروف، في حديثه لصحيفة “موسكوفسكي” الروسية، أن يكون قرار السلطات التركية بإغلاق مجالها الجوي “مرتبطًا بإمكانية بدء الأعمال العدائية في شمال سورية”، في إشارة إلى معركة ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
“طريقان بديلان أمام روسيا”
وأوضح الخبراء الروس أن القرار التركي وإغلاق مجالها الجوي “لا يؤثر كثيراً على روسيا، بسبب وجود ممرات جوية بديلة”.
وقال كورتونوف إن القرار لا يؤثر على روسيا كثيراً بسبب وجود ممرات جوية أخرى قد تلجأ لها موسكو، إذ من “الممكن إمداد سورية بكل ما هو ضروري للمجموعة الروسية عبر إيران”.
وأكد سيمينوف بأن القرار التركي ليست مشكلة بالنسبة لروسيا، إذ أن “الجزء الأكبر من الشحنات الروسية يتم تسليمه بواسطة سفن مدنية، والتي لا تزال مضيق البحر الأسود مفتوحة لها”.
كما أكد أن وصول الأفراد وحتى الوحدات الكاملة بالسلاح إلى سورية، قد يستمر عبر المجال الجوي لإيران والعراق.
وأشار إلى أنه في حالة وجود تهديد عسكري، يمكن نقل مجموعات كبيرة من القوات في إطار منظمة معاهدة الأمن الجماعي، كما حصل في كازاخستان في يناير / كانون الثاني الماضي.
وتدعم روسيا نظام الأسد عسكرياً منذ 2015، وتتخذ من قاعدة حميميم الجوية في طرطوس قاعدة عسكرية، وتعتبر من أهم القواعد العسكرية الروسية على البحر المتوسط.