وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قبل يومين رسائل لإسرائيل وكانت في غالبياتها “لاذعة”، بسبب ما ترتكبه من جرائم بحق أكثر من مليون مدني يعيشون في قطاع غزة.
وبينما أعلن أردوغان إلغاء زيارته المقررة سابقاً إلى إسرائيل تحدث عن مصافحته الأخيرة مع رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، مبدياً خلال التطرق إليها “نبرة تدل على الندم”.
واعتبر الرئيس التركي أن حركة “حماس” الفلسطينية “ليست منظمة إرهابية” بل هي حركة مقاومة لتحرير أرضها.
وما سبق دفع إسرائيل للرد، حيث اعتبرت وزارة خارجيتها أن “تصريحات أردوغان مثيرة للاشمئزاز”.
وكان الخطاب القاسي من أردوغان وما تلاه من رد إسرائيلي الأول من هذا النوع، منذ السابع من أكتوبر الحالي، بعدما أطلقت “حماس” هجوماً في غلاف غزة.
وردت إسرائيل بحملة قصف جوية، أسفرت عن مقتل أكثر من 7 آلاف مدني حتى الآن.
“عدة احتمالات”
وتوضح كاتبة العمود في صحيفة “حرييت“، هاندي فيرات في مقالة نشرت على صحيفة “حرييت”، اليوم الجمعة أن “تركيا، كغيرها من الدول تستعد لجميع أنواع الاحتمالات، كما هو الحال دائماً، ولكن ليس هناك تغيير في السياسة الرئيسية لتركيا”.
وتقول فيرات المقربة من الرئيس التركي إن “أولوية أنقرة وهدفها الرئيسي هو وقف مقتل المدنيين وإعلان وقف إطلاق النار”.
ومن ناحية أخرى أشارت إلى أن رفض أردوغان لتسمية “حماس” كمنظمة إرهابية “يجب النظر إليها ضمن الإطار الدولي”، كون الحركة ليست على قائمة الأمم المتحدة للمنظمات الإرهابية.
“خريطة طريق”
وتعتبر تركيا واحدة من عدد قليل من الدول التي تتمتع بعلاقات قوية مع جميع الأطراف، بما في ذلك حركة “حماس” وإسرائيل.
وكان أردوغان يترقب زيارة من نتانياهو، بين شهري أكتوبر ونوفمبر، حسب ما أعلن في وقت سابق، وكان من المقرر أيضاً أن يجري زيارة رد إلى إسرائيل.
وأوضحت الكاتبة فيرات أن “هناك خريطة طريق لتركيا تتم مناقشتها في أنقرة”، بشأن طريقة التعاطي المقبلة مع التطورات الحاصلة في قطاع غزة.
وهذه الخريطة تقوم على خطوات بالتدريج، أولها أن “تركيا ضد الوفيات المدنية، بغض النظر عن الجهة”.
لكن الكلمات الأولى للمسؤولين الإسرائيليين بعد 7 أكتوبر كانت تؤكد على “الانتقام”، واختارت إسرائيل خلال الأيام الماضية “سياسة العقاب الجماعي دون تمييز بين المدنيين”.
وتقول الكاتبة التركية إن تعامل بلادها مع هذه القضية يتم “بطريقة إنسانية”، وإن “الأولية في الوقت الحالي لوقف إطلاق نار وضمانه بشكل فوري”.
“وقف إطلاق النار لمدة 18 ساعة، 48 ساعة، وبعد تحقيق ذلك، يتم تمديد العملية التي ستبنى عليه”.
وتشير الكاتبة إلى أن أنقرة ترى المحطة التي يجب أن تلي ذلك ضمن إطار نظام التفاوض، ولاسيما أنها سبق وأن طرحت “صيغة ضمان”، وأن هدفها النهائي هو إقامة دولة فلسطين في إطار حدود 1967.
ما هي “صيغة الضمان”؟
وتقوم “الصيغة” التي تقترحها تركيا على طرفين، “الأول يتألف من دول تكون ضامنة للجانب الفلسطيني في المنطقة، من بينها تركيا، والآخر تمثله دول ضامنة لإسرائيل”.
ونقلت صحيفة “حرييت” التركية في وقت سابق عن وزير خارجية تركيا، حقان فيدان، أنه “بعد التوصل إلى اتفاق بين الطرفين، ينبغي على الدول الضامنة أن تتحمل مسؤولية تنفيذ المتطلبات”.
وأضاف: “إذا كانت إسرائيل تريد أمنها، فيجب أن يكون للفلسطينيين أيضا دولة.. وإذا كانت إسرائيل تريد السلام الدائم فيجب أن يكون للفلسطينيين دولة”.
وأوضح أن “الصيغة” التي تقترحها بلاده عبارة عن “عرض”، وفي حال كانت هناك عروض أفضل “سيأخذونها على محمل الجد بالطبع”.