فتح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان باب تساؤلات قبل أيام بعدما هدد بإطلاق “عمليات جديدة” في شمال سورية والعراق، رداً على الهجمات المتواصلة من جانب “حزب العمال الكردستاني”.
وقال الرئيس التركي إن بلاده قد تتخذ “العمليات في الأشهر المقبلة، بغض النظر عمن يقول ماذا، وما هي التهديدات التي يطلقونها، وما هي خططهم”.
وشدد حسبما نقلت وكالة “الأناضول” على أن تضييق العمليات عبر الحدود، في شمال سورية والعراق، ليس على جدول أعمال الحكومة التركية وإنما “كيفية توسيعها وموعد استكمال العمل”.
وجاء ذلك بعدما قتل 9 جنود أتراك بهجوم نفذه “حزب العمال” على مواقعهم في منطقة متينا بشمال العراق.
ورداً على ذلك أطلقت وزارة الدفاع التركية سلسلة هجمات جوية، استهدفت مواقعاً في شمال وشرق سورية وشمال العراق، وقالت إنها قتلت “العديد من الإرهابيين”، في إشارة منها إلى مقاتلي “حزب العمال”.
ماذا يقصد؟
صحيفة “ملليت” المقربة من الحكومة نقلت عن مصادر أمنية لم تسمها توضيحاً بعد توجيه سؤال يتعلق بما إذا كانت “العمليات الجديدة” التي تحدث عنها أردوغان تعطي مؤشراً عن قرب إطلاق هجوم بري.
وقالت المصادر بشكل ملخص: “لماذا يجب تنفيذ عملية برية عندما يكون من الممكن الضرب بالطائرات؟”.
ومع ذلك ذكرت كاتبة العمود في الصحيفة ديدم أوزيل تومور أن “عدة مواضيع يجب متابعتها ضمن خريطة طريق الأيام القادمة”.
وأوضحت أنها ترتبط بشكل أو بآخر بالاجتماع الأمني الذي ترأسه أردوغان في إسطنبول، والمذكرات الإحاطية التي قدمها وزيرا الخارجية والدفاع في البرلمان.
ماذا تتضمن الخارطة؟
وتخطط تركيا، حسب الصحيفة اتباع “نهج متكامل” ويعتمد على تشغيل الساقين الأمنية والدبلوماسية في وقت واحد.
الصحيفة تشير إلى نوايا عسكرية تتعلق بإغلاق “جيوب أمنية” في مناطق شمال العراق، وأبرزها وادي منطقة الزاب.
كما ينوي الجيش التركي أيضاً قطع الخط الممتد من السليمانية إلى سورية، وهو “جزء هام من العملية”، كما توضح الصحيفة.
وفي خطابه قبل أيام قال أردوغان: “لن نتوقف في سورية دون تدمير كل أوكار الإرهابيين التي أقيمت بنوايا خبيثة، من تل رفعت إلى عين العرب، ومن الحسكة إلى منبج”.
وأضاف: “كما هو معروف، لقد كانت هناك وعود لبلادنا فيما يتعلق بهذه الأماكن في الماضي، ولكن لم يتم الوفاء بها”.
وتوضح “ملليت” أنه يمكن التعبير عن التوسع الذي أشار إليه الرئيس التركي بفكرة “التوسع في الموقع الحالي ومحيطه” في كل من العراق وسورية.
وتضيف أن اجتماع “أستانة” المقبل سيكون ذو أهمية، حيث ستوجه من خلاله تركيا رسائل لإيران وسورية وروسيا، وفق “ملييت”.
وهناك محطة أخرى “هامة” وتتعلق بالزيارة التي سيجريها الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي إلى أنقرة في 24 يناير الحالي، وأخرى سيجريها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين “في المستقبل غير البعيد”.
وتضيف الصحيفة: “هذه الزيارات تعتبر فرص للحديث عن الميدان السوري، وستوضع فيها قضية الإرهاب على رأس المواضيع التي سيتم مناقشتها”.
وصدرت تهديدات سابقاً من قبل أردوغان ومسؤولين أتراك بشن عملية برية تستهدف مناطق “وحدات حماية الشعب” أبرزها تل رفعت ومنبج وعين العرب.
إلا أن العملية لاقت رفضاً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا التي دعت إلى “ضبط النفس”.
وتصنف تركيا “الوحدات” و”العمال الكردستاني” على قوائم الإرهاب، وتعتبر تواجدهما تحت جناح “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) خطراً على أمنها القومي.