أصدرت محكمة العاصمة الروسية موسكو حكماً بالاعتقال على رجل سوري يدعى “عبد الله جلول”، بعد اتهامه بخطف فتاة روسية ونقلها إلى مدينة حلب، منذ سنوات.
وذكرت وكالة “تاس” الروسية، اليوم السبت، أن محكمة موسكو الجزائية قضت بالقبض غيابياً على “جلول”، بتهمة اختطاف فتاة روسية تبلغ من العمر 12 عاماً، و”نقلها بشكل غير قانوني إلى سورية”.
وقالت الوكالة إن الرجل السوري متهم، بموجب المادة 126 من الجزء 2 للقانون الروسي، (الاختطاف المتعمد لقاصر).
وتعتبر المحاكمة المذكورة بحق السوري الأولى من نوعها في روسيا، ولم يسبق وأن شهدتها السنوات الماضية.
وتعود قصة الرجل السوري المتهم بخطف الفتاة الروسية، إلى أكثر من سبعة سنوات، في مطلع أحداث الثورة السورية.
وحاول فريق “السورية.نت” البحث عن تفاصيل تتعلق بالمتهم السوري، الذي يدعى “عبد الله جلول”، لكن لا معلومات كثيرة حوله، سوى أنه يحمل جواز سفر روسي وآخر سوري.
في حين لم تتطرق وسائل إعلام نظام الأسد إلى قصته، إذ لم تنشر أي خبر حوله، سواء باختطاف الفتاة أو المحاكمة التي طبقت عليه حالياً.
تفاصيل القصة
الطفلة الروسية التي يتهم “جلول” بخطفها تدعى “ناستيا“، وهي من مواليد عائلة روسية من سكان موسكو في عام 2003، لأبوين إيرينا وفاليري تيريكوف.
وحسب ما ذكرت وسائل إعلام روسية، فإن والدة الطفلة الروسية توفيت بعد عام من إنجابها، بسبب مرض خطير، لتبدأ قصتها مع “عبد الله جلول” في هذه الفترة، بعد مطالبته بالفتاة بعد وفاة والدتها، بزعم أنه والدها الحقيقي.
وذكرت قناة “زفيزدا” الروسية، في ذلك الوقت أن ممثلو الوصاية طالبوا فيما بعد بتوضيح الأبوة، ليظهر الفحص الذي أجري دون علم أبيها الروسي “فاليري تيريكوف” بأن الرجل السوري (جلول) هو الأب الحقيقي.
وفي عام 2009 توفي “فاليري تيريكوف” بنوبة قلبية، وبعد أن أكمل الأب السوري “عبد الله جلول” الوثائق أخذ الفتاة الروسية بنفسه، وعاش لبعض الوقت في موسكو، وفقاً لشهادة جدة “ناستيا” التي تدعى “ألكسندرا تيريكوف”.
إلى حلب
في صيف 2010 سافر السوري “عبد الله جلول” مع الفتاة الروسية “ناستيا” إلى سورية، ووعد بالعودة قبل بداية العام الدراسي، لكنه توقف عن الرد على المكالمات الهاتفية التي كانت تجريها جدتها للاطمئنان عليها، وانقطعت أخباره بشكل كامل.
بعد انقطاع أخبار “جلول” والفتاة الروسية تقدمت جدتها الروسية بدعوى لمكتب المدعي العام، لتبدأ السلطات الروسية بالبحث عنها، واكتشفت فيما بعد أنها عملت “متسولة” لفترة من الزمن في مدينة حلب، وفيما بعد انتقلت للعيش في تركيا مع أبيها.
وكانت قناة “زفيزدا” الروسية، قد نشرت تسجيلاً مصوراً، في عام 2016 للفتاة الروسية حصلت عليه من الأب “جلول”.
وأظهر التسجيل المصور الفتاة الروسية مع أبيها وعائلتها السورية، في أثناء إقامتها بتركيا.
وفي التسجيل عرّفت “ناستيا” بعائلتها السورية، وجدتها وعمها وأقارب سوريون آخرون، وقالت إنها تدرس في الصف السادس بإحدى المدارس التركية.
وسبق وأن أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن الدبلوماسيين الروس يشاركون في البحث على الفتاة الروسية، ووضعها بعد الانتقال مع “عبد الله جلول” إلى مدينة حلب.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، ماريا زاخاروفا، في آذار 2016، إن “روسيا تشارك في عملية إعادة الفتاة إلى الوطن”.