خلال أسبوع.. خلايا”تنظيم الدولة” توسّعُ هجماتها في البادية “الشامية”
وسع تنظيم “الدولة الإسلامية”، من هجماته ضد قوات الأسد، في البادية الشامية، خلال الأسبوع الفائت، وتحديداً في المنطقة الواقعة بين تدمر وديرالزور، متبعاً أسلوب الكمائن، الذي أوقع عدداً كبيراً من قتلى قوات الأسد، بينهم ضابط برتبة لواء، إضافة إلى تمكنه من أسر آخرين.
وشكل الهجوم الأخيرة لـ”تنظيم الدولة”، يوم الثلاثاء الماضي، تحولاً كبيراً في قدرة التنظيم، في استنزاف قوات الأسد المتواجدة في البادية، عقب مقتل 10 عناصر من الحرس الجمهوري، في كمين بريف ديرالزور، وأسر آخرين، وفق ما أكدت صفحات موالية للنظام.
وكان من بين قتلى الهجوم، اللواء محمد فخرو، وهو من قرية دير حسان في إدلب، حيث يُعرف بأنه مختص في حفر الأنفاق، وكان مسؤول حفر الأنفاق في الغوطة الشرقية لصالح الحرس الجمهوري.
كما أوقع كمين لـ”تنظيم الدولة” يوم الخميس الماضي، مجموعة من عناصر الحرس الجمهوري، في بادية ديرالزور، بين قتيل وجريح، ومن بين المصابين العميد غسان طرّاف قائد اللواء 104 التابع للحرس الجمهوري.
ونعت صفحات موالية للنظام، الأحد الماضي، مقتل ضابطين في الفيلق الخامس، برتبة ملازم أول، بكمين في بادية ديرالزور”الشامية”، وهم حسين بسام وسوف، من قرية دير ماما التابعة لمدينة مصياف بريف حماة، وعدنان سليمان.
أبرز الأسباب
وحول أبرز أسباب ازدياد هجمات التنظيم، في البادية السورية ضد قوات الأسد، رأى الصحفي السوري حسن الشريف في تصريح لـ “السورية نت”، أن “مجاميع داعش المنتشرة في البادية الشامية، والتي هربت من معارك ديرالزور والرقة والحسكة، ومناطق أخرى، ما تزال تتواجد في المناطق الصحراوية، وتستغل مرور أرتال قوات الأسد على الطرق الدولية، أو تبديل نوبات الحراسة في مواقع تواجدها في البادية، عبر نصب كمائن، بهدف؛ أولاً إشاعة وجودها في البادية، وذلك عقب قيام النظام بدعم روسي قبل أسابيع بشن حملة تطهير البادية من داعش، وبالتالي ربما كثف التنظيم هجماته لتشتيت قوات الأسد لا أكثر”.
وبما يخص قدرة قوات الأسد على منع خلايا “تنظيم الدولة”، من التحرك في البادية ولعب دور جديد في ديرالزور مجدداً، قال الشريف، إن “داعش يستغل البادية البعيدة عن الأحياء السكنية والمدن، فقط كمأوى لخلاياه النائمة، وأيضاً معسكرات تدريب ومخازن للأسلحة، وخاصة أن عناصر داعش متكيفون جداً مع تضاريس البادية الصعبة، ولا سيما أن التنظيم يعتاش على شبكات التهريب التي تأمن له احتياجاته عبر الحدود السورية العراقية”.
تغطية عسكرية
بدوره اعتبر العميد حاتم الراوي، المحلل العسكري، في تصريح لـ “السورية نت”، أن “البادية الشامية تشهد نشاط منذ أكثر من خمسة أشهر له ميزة خاصة، لأنه يأتي في منطقة جرداء، وليس التخفي في مناطق سكنية، وبالتالي فإن هذا النشاط يستهدف بشكل خاصة ميليشات النظام والروس وتختفي تلك الأرتال في المنطقة، وبالتالي هذا يحتاج إلى رصد ومتابعة، إذ لا يمكن للذئاب المنفردة (داعش) بأن تحصل عليها بهذه البساطة، وهنا سؤال يطرح أين يذهبون بالجثث والآليات التي يستولون عليها؟”.
ويضيف المحلل العسكري، أنه “نظراً لزيادة الحالة في ريف الميادين والبوكمال، فإنني لا أجد أي تبريد إلا أن يكون هناك فصيلاً من داعش تحميه ميليشيات إيران المتواجدة في المنطقة، والمسيطرة عليها بشكل كامل، وتساعده على التخفي وتقدم له المعلومات، بدءاً من الحدود العراقية إلى بادية الشامية، وهنا الحديث عن الضفى اليمنى من نهر الفرات، لذلك عسكرياً لا يمكن أن تتم هجمات داعش هذه، ما لم تكن مغطاة من الجهة العسكرية التي تسيطر على المنطقة وهي بطبيعة الحال الميليشيات الإيرانية”.
وتنتشر خلايا “تنظيم الدولة”، في منطقة البادية السورية المترامية الأطراف، والممتدة من ريف حمص الشرقي حتى الحدود مع العراق، حيث تتصل بالصحراء الغربية العراقية، وتتخذ تلك الصحراء أماكن للاختباء، منذ أن طُرِدَ التنظيم من مناطق ديرالزور والميادين والبوكمال في أواخر عام 2017، بعد أن سيطرت قوات الأسد على مناطق غرب الفرات، والتي تسمى بالشامية.
وتسمح تضاريس الصحراء لخلايا التنظيم بالتخفي، لوجود جبال ووديان وكهوف، هذا فضلاً عن استفادة خلايا التنظيم من العواصف الترابية، التي تحجب الرؤية الجوية وتزيل آثار تحركات سيارات التنظيم رباعية الدفع، و التي تُستخدم للتنقل ونصب الكمائن ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية، لا سيما على الطريق الدولي الواصل بين دمشق – تدمر – ديرالزور.