تواصل قوات الأسد وروسيا قصف مناطق ريف إدلب الجنوبي، ما أسفر في الأيام الماضية عن مقتل عشرات المدنيين، بينهم نسبة كبيرة من الأطفال.
وحصلت “السورية.نت” على إحصائية من منظمة “الدفاع المدني السوري”، اليوم السبت، لعدد الهجمات التي نفذتها تلك القوات خلال الشهرين الماضيين، وحصيلة الضحايا التي أسفرت عنها.
وقال مسؤول المكتب الإعلامي في المنظمة، فراس خليفة إن فرق “الدفاع المدني” استجابت لأكثر من 430 هجوماً من قبل قوات الأسد وروسيا على منازل المدنيين، وذلك منذ بداية شهر يونيو/حزيران الماضي وحتى يوم أمس 19 من أغسطس/آب.
وأضاف خليفة لـ”السورية.نت” أن الهجمات تسببت بمقتل أكثر من 107 أشخاص، من بينهم 35 طفلاً، و19 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين في المنظمة الإنسانية.
كما أسفرت الهجمات عن جرح 277 شخصاً، خلال ذات الفترة، من بينهم 69 طفلاً وطفلة تحت سن الـ14.
بحثاً عن رزق يؤمن فيه معيشة عائلته، خرج باكراً ، وحين عاد لا عائلة ولا بيت، 4 أطفال ودعهم و هم نائمون.
هنا… قرى جبل الزاوية في ريف أدلب #الجنوبي صباحاتها مخضبة بالدماء.@UNICEF@UNICEFinSyria@UN#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/Jae31Jai5o— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) August 20, 2021
وتصاعدت وتيرة قصف قوات الأسد وروسيا، منذ مطلع الشهر الحالي، لتأخذ مسارات مختلفة فرضها نوع السلاح المستخدم في استهداف مناطق المدنيين.
ويقول مسؤولون إنسانيون ومسعفون إن قوات الأسد وروسيا تستخدم قذائف “كراسنوبول” الموجهة بالليزر، في قصفها لمناطق جبل الزاوية الواقعة في ريف إدلب الجنوبي.
واستهدفت القذائف يوم أمس الجمعة منزلاً في بلدة كنصفرة، ما أدى إلى مقتل أربعة إطفال، وإصابة آخرين.
وأول أمس الخميس تعرضت منازل المدنيين في بلدة بلشون لقصف بذات القذائف، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أطفال وأمهم.
"بس بدي شوف وجهه"
لم يجد من جسد طفله سوى يده يودعها بغصة وحرقة، يتلمسها بحنان، حتى النظرة الأخيرة حرم منها.
مشهد واحد من المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام وروسيا صباح اليوم الخميس 19 آب، في #بلشون جنوبي #إدلب وراح ضحيتها 3 أطفال ووالدتهم وطفل آخر.#الخوذ_البيضاء pic.twitter.com/H8cnt3ZEgv— الدفاع المدني السوري (@SyriaCivilDefe) August 19, 2021
وفي بيان نشرته الخميس قالت منظمة “الدفاع المدني” إن التصعيد العسكري على شمال غربي سورية “ينذر بكارثة إنسانية جديدة ويثبت أن نظام الأسد وروسيا مستمرون في حربهم على السوريين”.
وجاء في البيان: “إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الحقوقية مطالبون بالوقوف بحزم إلى جانب المدنيين، وتحمّل مسؤولياتهم، ووقف هجمات نظام الأسد على أكثر من 4 ملايين مدني، واتخاذ موقف فعلي رادع يضع حداً لتلك الهجمات، والعمل بشكل فوري لمحاسبة نظام الأسد وروسيا على جرائمهم”.
وفي الوقت الذي تتصاعد في وتيره القصف على مناطق الريف الجنوبي لإدلب، لا يلوح في الأفق أي اتفاق أو حل لـ”التهدئة”.
وكانت “الدول الضامنة” (تركيا، روسيا، إيران) قد عقدت اجتماعاً ضمن محادثات “أستانة” بنسختها الـ16، قبل أكثر من شهر، واتفقت في بيانها الختامي على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، وهو الأمر الذي لم يحصل.
وحتى الآن لم يصدر أي تعليق من جانب وفد المعارضة السورية إلى “أستانة”.
وتغيب أيضاً مواقف “الدول الضامنة”، وخاصة تركيا وروسيا اللتان تنسقان منذ سنوات بشأن محافظة إدلب.