تتصدر حادثة اغتيال العالم النووي الإيراني، محسن فخري زاده قائمة الأخبار والأحداث التي تشغل العالم، بشرقه وغربه، لاسيما أنها حادثة تم تنفيذها وسط العاصمة الإيرانية طهران، وفي وضح النهار، وهزت البرنامج النووي الإيراني، الذي يعتبر “فخري زادة” أحد أبرز أعمدته الأساسية.
وفخري زاده، هو أستاذ فيزياء وضابط في “الحرس الثوري” الإيراني، وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو قد قال عنه في تسجيل مصور في عام 2018، بأنه مدير مشروع الأسلحة النووية الإيراني.
وعلى الرغم من ضبابية المشهد المتعلق بعملية الاغتيال، إلا أن جميع المؤشرات تقود إلى وقوف الموساد الإسرائيلي ورائها، وهو ما أكدته طهران على لسان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بقوله: “اغتيال فخري زاده يظهر يأس الأعداء وشدة كراهيتهم”، مضيفاً “هذا الاغتيال لن يبطئ مسار إيران النووي”.
وتقود حادثة الاغتيال الحالية إلى الحوادث المشابهة التي شهدتها الأراضي الإيرانية، والتي استهدفت شخصيات فاعلة في برنامج إيران النووي، وخاصةً بين عامي 2010 و2012.
وفيما يلي أبرز حوادث الاغتيال التي استهدفت علماء نوويين إيرانيين.
مسعود علي محمدي
أستاذ وعالم نووي إيراني متخصص في الفيزياء النظرية، ولد يوم 24 أغسطس/آب 1959 في طهران.
واغتيل في انفجار غامض في العاصمة الإيرانية صباح 12 يناير/كانون الثاني 2010، واتهمت إيران المخابرات الأميركية والإسرائيلية بالوقوف وراء مقتله.
تمت عملية الاغتيال عن طريق زرع قنبلة يتم التحكم بها عن بعد بدراجة بخارية وُضِعَت بجوار منزل “محمدي”، وتم تفجيرها لحظة خروجه من المنزل.
وصف “محمدي” بـ”الأستاذ الثوري الملتزم”، وهي المفارقة التي وضعته بين مقرب من النظام ومتعاطف مع المعارضة.
في مايو/أيار2012 نفذت السلطات الإيرانية حكم الإعدام شنقاً بحق “مجيد جمالي فشي” منفذ عملية اغتيال “محمدي”، بعد أن أدانته المحكمة بتهمة “محاربة الله ونشر الفساد في الأرض”.
مجيد شهرياري
هو عالم فيزياء نووية إيراني، وأستاذ الفيزياء في جامعة شهيد بهشتي وعضو في الجمعية النووية الإيرانية.
قُتل وأصيبت زوجته في انفجار سيارة ملغومة في طهران يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2010.
وقال مسؤولون إيرانيون في ذلك الوقت إن الحادث “هجوم برعاية إسرائيلية أو أميركية على برنامج البلاد النووي”.
ونقلت الوكالة الإيرانية للأنباء عن رئيس وكالة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، حينها قوله إن شهرياري كان له دور في أحد أكبر المشروعات النووية في البلاد.
داريوش رضايي نجاد
ولد عام 1976 في آبدانان الإيرانية، وهو عالم نووي إيراني مشهور.
اغتيل في تموز/ يوليو 2011 من قِبل مسلحين مجهولين كانوا يمتطون دراجات نارية، وذلك خارج البوابة الأمامية لمنزل أسرته.
وقال نائب وزير الداخلية الإيراني، وقتها إنه لم يكن للقتيل أي صلة بالبرنامج النووي الإيراني، وذلك بعد أن أشارت تقارير في بعض وسائل الإعلام إلى مثل تلك الصلة.
في 2 آب/أغسطس 2011، نشرت وكالة الأنباء الألمانية مقالاً تحت عنوان “الموساد وراء الاغتيالات التي حصلت في طهران”.
وقالت الوكالة إنها تلقت معلومات من مصدر رفيع المستوى في المخابرات الإسرائيلية أكدت تورط الموساد في عملية اغتيال داريوش رضائي نجاد، وذلك بسبب عمل الأخير ومساهماته الملحوظة في برنامج إيران النووي.
مصطفى أحمدي روشن
ولد في 1980، وهو عالم نووي إيراني، وأستاذ جامعة ومهندس كيميائي.
قتل روشن (32 عاما) في انفجار قنبلة لاصقة في سيارته، وضعها راكب دراجة نارية في طهران في يناير/كانون الثاني 2012.
وقالت إيران في ذلك الوقت إن القتيل كان عالماً نووياً أشرف على قسم في منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، وألقت طهران بمسؤولية الهجوم على إسرائيل والولايات المتحدة.
محسن فخري زاده
هو أستاذ فيزياء وضابط في “الحرس الثوري” الإيراني، ويعتبر من الشخصيات القيادية في البرنامج النووي الإيراني، وتعرّفه المخابرات الغربية بـ”أب البرنامج النووي”.
قتل أمس 27 تشرين الثاني / نوفمبر 2020، إثر هجوم قرب العاصمة طهران، واتهمت إيران إسرائيل بضلوعها في الهجوم.
ويرى محللون، أن زاده كان يعمل على تطوير سبل تصنيع رؤوس نووية خلف ستار برنامج مدني معلن لتخصيب اليورانيوم في إيران.
وقاد فخري زاده برنامج يدعى “آماد” أو الأمل بالعربية، والذي تقول إسرائيل ودول غربية أنه عبارة عن مشروع يرمي إلى وصول إيران لسلاح نووي.
وتقول الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إن برنامج “آماد” قد انتهى في بدايات الألفية الثانية، في وقت لا يزال مفتشو الوكالة يراقبون مواقع إيران النووية.
لكن، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو في 2018، أن فخري زاده مستمر في ترأس الجهود الإيرانية لامتلاك السلاح النووي، تحت مظلة برنامج سري يدعى “سبند”، وهي منظمة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية.