تباينت مواقف الدول بشأن زيارة وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، إلى سورية، ولقائه برئيس النظام، بشار الأسد، الثلاثاء الماضي، بين اعتبار الزيارة “خيار سيادي” للإمارات وبين القلق من اللقاء.
وفي بيان للمتحدثة باسم الخارجية الفرنسية، آن كلير لوجندر، أمس الأربعاء، اعتبرت في رد على سؤال حول موقف باريس من الزيارة، أن “فرنسا لا تعلق على الخيارات السيادية للدول الشريكة”.
وأضافت المتحدثة أن “فرنسا تؤكد أنه لا توجد لديها حاليا أية نية للتطبيع مع النظام السوري، خاصة مع استمرار انتهاكات حقوق الإنسان على كامل الأراضي وتوقف العملية السياسية”.
كما اعتبرت أن “فرنسا لا تزال مصممة على مواصلة جهودها الدبلوماسية مع جميع شركائها، من أجل حل سياسي موثوق ودائم للصراع السوري، وفقًا لقرار مجلس الأمن 2254”.
في حين عارضت بريطانيا “بشدة” ما أسمتها تطوير “العلاقات الدبلوماسية مع نظام الأسد”، حسب ما قال المبعوث البريطاني الخاص إلى سورية، جوناثان هارجريفز، عبر حسابه في “تويتر”.
وقال هارجريفز إن “المملكة المتحدة، تدعو جميع الدول للنظر فيما ألحقه النظام للشعب السوري من معاناة لا توصف، فالتطبيع مع نظام الأسد أو تطوير العلاقات الدبلوماسية، ليس طريقاً لتحسين أوضاع الأهالي في سورية”.
Normalising or upgrading diplomatic relations with the Asad regime is not a route to improving the situation of people in Syria. The UK remains firmly opposed to normalisation & urges all states to consider the untold suffering that the regime has inflicted on the Syrian people
— Jonathan Hargreaves (@UKSyriaRep) November 10, 2021
ونقلت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، أمس الأربعاء، عن مدير مجلس التفاهم العربي البريطاني، كريس دويل، قوله، إن “فتح نظام الأسد علاقاته مع الإمارات يمكن أن يمنحه مساحة مستقلة للمناورة، نتيجة المواجهة التي يمكن أن تحصل بين الإمارات وإيران، لكن تقليص النفوذ الإيراني في سورية قد يكون تحدياً صعباً لدول الخليج ومن المستحيل تغيير موقف إيران في سورية”.
وأشار دويل إلى أن باقي الدول العربية التي تخشى استغلال نظام الأسد، ستراقب لترى كيف تتطور العلاقة.
أما الموقف الأمريكي فقد كان عبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الذي أكد عدم دعم واشنطن لأي جهود للتطبيع مع نظام الأسد لإعادة تأهيله.
وطلب برايس دول المنطقة “النظر بعناية إلى الفظائع التي ارتكبها الأسد”، واصفاً إياه بـ”دكتاتور وحشي، حسبما نقلته وكالة “رويترز“، الثلاثاء الماضي، مشيراً إلى قلق بلاده من اللقاء.
وكان بن زايد زار دمشق والتقى الأسد في زيارة هي الأولى من نوعها منذ 2011، وكان برفقة بن زايد وزير الدولة الإماراتي، خليفة شاهين، ورئيس الهيئة الاتحادية للهوية والجنسية والجمارك وأمن المنافذ بمرتبة وزير، علي محمد حماد الشامسي.
وبعد زيارة دمشق توجه بن زايد إلى الأردن، التي كان ملكها عبد الله الثاني، أجرى الاتصال الأول من نوعه منذ 2011، مع الأسد في 3 من تشرين الأول الماضي.
وفي حديث لوزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، لـ”CNN” ، برر فتح العلاقات مع نظام الأسد، لغياب “أي استراتيجية فعالة لحل الصراع” في سورية، وأن “الأزمة استمرت طويلاً”.
وأشار الصفدي إلى معاناة بلاده مما سماه “الحرب الأهلية السورية، حيث تشق المخدرات والإرهاب طريقها عبر الحدود، وتستضيف البلاد 1.3 مليون لاجئ سوري لا يتلقون الدعم الذي قدمه العالم من قبل”.
وزير خارجية #الأردن لـCNN: موقفنا بشأن #سوريا كان ثابتًا دائمًا والأزمة السورية استمرت طويلا جدًا https://t.co/s4VPiDRs0M@AymanHsafadi pic.twitter.com/uhlUI15IuL
— CNN بالعربية (@cnnarabic) November 10, 2021
وكانت زيارة بن زايد إلى دمشق استحوذت، على اهتمام صحف غربية، رأت في الزيارة دلالات سياسية قد تفتح الباب لمرحلة عربية جديدة مع النظام السوري.
وسائل إعلام غربية تتحدث عن زيارة بن زايد للأسد..واشنطن: لا نرحب
وانصب اهتمام هذه الصحف بمجمله حول كسر حاجز القطيعة العربية لبشار الأسد، الذي اعتبرته صحف غربية “منبوذاً” ولم يحظَ خلال السنوات الماضية بزيارة عربية بهذا المستوى.
وجاءت الزيارة بعد انقطاع في العلاقات العلنية مع النظام منذ العام 2011، إذ رأت الإمارات أنه من الواجب محاسبة نظام الأسد على “جرائمه” بحق الشعب السوري، لكنها في السنوات الأخيرة بدأت تغير موقفها، واستأنفت التواصل مع نظام الأسد، ليخرج ذلك للعلن بذرائع “إنسانية” وأخرى متعلقة بـ “إعادة الإعمار”.