توفي المعتقل السياسي الأردني، نايف حماد السعيد (أبو كرم) في معتقلات نظام الأسد، بعد 25 عاماً من اعتقاله دون توجيه تهم واضحة له من قبل الأجهزة الأمنية.
وذكرت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، اليوم الاثنين أن السعيد توفي في سجن عدرا المركزي بريف دمشق، بسبب أزمة صحية.
وكانت الأجهزة الأمنية التابعة لنظام الأسد قد اعتقلته في عام 1995، ووجهة له تهمة “حيازة وثائق ومعلومات سرية يجب أن تبقى طي الكتمان حرصاً على سلامة الدولة”.
والسعيد هو فلسطيني المولد أردني الجنسية.
وبحسب التفاصيل التي ذكرتها الرابطة الحقوقية فقد تعرض خلال احتجازه للتعذيب وسوء المعاملة، وقضى قرابة العام في الحبس الإفرادي.
وبعد ذلك تابع تقرير الرابطة: “تم عرضه على محكمة الميدان العسكري، والتي أخضعته لمحاكمة شكلية استمرت دقيقة واحدة فقط، لم تبلغه خلالها بمدة الحكم، ولم تسمح له بتوكيل محام أو الاتصال بذويه”.
ولم يصدر أي تعليق من الجانب الأردني بشأن وفاة السعيد في معتقلات سجون نظام الأسد.
ووفق ما رصد فريق “السورية.نت” لم تتطرق أية تقارير صحفية من الأردن أيضاً عن حادثة اعتقاله، في السنوات الماضية.
وفي التفاصيل التي أوردها تقرير الرابطة الحقوقية كان السعيد قد أودع في سجن صيدنايا وحرم من الزيارة أو الاتصال مع العالم الخارجي، لمدة عشر سنوات.
وقالت الرابطة: “لم تشفع له إصابته بداء السكري وأمراض القلب، أو عمره الذي ناهز الثالثة والسبعين عاماً، بإطلاق سراحه أو تخفيف حكمه”.
كما فشلت كل المساعي والوساطات التي بذلتها عائلته والسلطات الأردنية لإطلاق سراحه، والتي كان آخرها عام 2007 عند زيارة ملك الأردن عبد الله الثاني لدمشق ولقائه مع رئيس النظام.
وأشار تقرير الرابطة إلى خمسة معتقلين أردنيين تعتقلهم أجهزة النظام الأمنية في سجونها، منذ سنوات، وتصر على عدم إخلاء سبيلهم.
ومع انطلاق الثورة السورية في عام 2011، وتعمد النظام إفراغ سجن صيدنايا نقل السعيد إلى سجن دمشق المركزي “عدرا” بتاريخ 29 حزيران /يونيو 2011 وبقي فيه حتى وافته المنية.
وسبق وأن تحدث موقع “الغد” الأردني، في عام 2011، أن لجنة أردنية تضم بعض عائلات المعتقلين الأردنيين في سورية لديها 215 اسماً، من بينهم 12 فتاة، ولا يقر نظام الأسد بهم.
وأضاف تقرير الموقع الأردني في ذلك الوقت: “لا يعرف أحد مكانهم ولا تهمهم، وبعضهم مرّ عليه أكثر من ربع قرن. المأساة أن هذا النوع من الاعتقالات مستمر حتّى الآن”.
ومنذ 10 سنوات ينكر نظام الأسد وجود آلاف المعتقلين في سجونه، على خلفية الاحتجاجات التي خرجت ضده عام 2011، كما ينكر استخدام أساليب التعذيب في المعتقلات التابعة لأجهزته الأمنية.
وتشير أرقام “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” إلى وجود ما يقارب 150 ألف معتقل تعسفي في سورية، منذ مارس/ آذار 2011، أكثر من 130 ألف منهم يقبعون في سجون النظام، وسط توقعات بأن الأرقام تفوق ذلك بكثير.
ويعتبر ملف المعتقلين أحد أبرز الملفات المغيبة عن أي محادثات تدور حول سورية، رغم التصريحات المتكررة والصادرة عن مسؤولين أممين وغربيين.