ناقشت رسالة ماجستير في “جامعة حلب الحرة” تأثّر متحدثي اللهجة البدوية من أهالي ناحية سنجار بريف معرة النعمان باللهجة الحضرية (لهجة المجتمعات المضيفة) بعد نزوحهم من منطقتهم.
وحملت الدراسة عنوان ” أثر اللهجة الحضريّة في شمال غرب سورية على لهجة نازحي بدو سنجار”، أعدها الطالب في كلية الآداب والعلوم الإنسانية محمد خلف العزام، ونال بعد مناقشتها درجة الماجستير في قسم اللغة الإنجليزية.
وخلصت الدراسة إلى أن متحدّثي اللهجة البدوية يستخدمونها فيما بينهم، إلا أنهم يمزجونها مع الحضرية أو حتى يستخدمون الحضرية منفردة في التواصل مع متحدثيها في الأسواق والمحال التجارية والمؤسسات وغيرها من البيئات التي تسود فيها اللهجة الحضرية.
والدافع وراء استخدام اللهجة الحضرية بالنسبة لهم كان لعدة أسباب هي:
- تبسيط الكلام وسلاسة التواصل وتسهيله.
- النظرة السلبية لدى متحدثي اللهجة الحضرية تجاه اللهجة البدوية تدفع الكثير من البدو إلى التحدث باللهجة الحضرية.
- متحدثي اللهجة الحضرية أكثر تأثيراً ووصولاً إلى مراكز السلطة والمؤسسات.
أهمية هذا النوع من الدراسات
أوضح الدكتور عامر المصطفى عضو لجنة التحكيم، أنه لمثل هذه الدراسات أهمية كبيرة على الصعيد التعليمي وأثر الصراع على المجتمع.
فازدياد عدد حملة الماجستير والدكتوراة يسهم في رفد الجامعات والمدارس بخبرات وكفاءات هي بأمس الحاجة لها في ظل هجرة معظم حملة الشهادات العليا خارج البلد.
وتسلط هذه الدراسات الضوء على التغيرات اللغوية والديمغرافية التي طرأت على التركيبة السكانية بعد مرور 12 سنة على بداية الثورة السورية، ومنها اندثار بعض اللهجات مع مرور الوقت ناهيك عن تلاشي بعض العادات والتقاليد المرتبطة بها.
وقال الدكتور عامر المصطفى رداً على سؤال “السورية نت” حول معايير التحكيم، بأن الجامعة تلتزم بالمعايير الأكاديمية الدولية.
حيث يتوجب على المشرف أن يكون عضو هيئة تدريس حاصل على الدكتوراة في نفس الاختصاص، وأعضاء لجنة التحكيم يجب أن يكونوا حاصلين على الدكتوراة.
وفيما يخص عملية التحكيم، يقرأ أعضاء اللجنة الدراسة كاملة، ويقدمون تقريراً أولياً قبل مناقشة البحث يتضمن الإيجابيات والسلبيات ودرجة البحث من 45.
وبعد المناقشة العلنية تجتمع اللجنة بشكل سري وتُعدّ تقريراً يقرأه رئيس اللجنة على الحضور بشكل علني يتضمن الدرجة النهائية للدراسة.
صعوبات واجهت عملية البحث
نزح أهالي ناحية سنجار وهم من متحدثي اللهجة البدوية أوائل العام 2018، إلى المناطق الحدودية في شمال غربي سورية جراء قصف نظام الأسد وروسيا.
وأصبح شمال غربي سورية نتيجة عمليات التهجير والنزوح يضم خليطاً من اللهجات السورية.
وبرزت ظاهرة جديدة وهي تحول أهالي سنجار إلى اللهجة الحضرية السائدة في المجتمع المضيف، واستخدام كلمات حضرية وتغيير بعض الأصوات الخاصة باللهجة البدوية، وهو ما دفع محمد العزام لمناقشتها.
وواجهت محمد بحسب حديثه لـ”السورية نت” العديد من الصعوبات، منها عدم وجود مصادر كافية للدراسة، وغياب المكتبات التي تحتوي على المراجع والمصادر وشح المراجع للدراسة العلمية.
و”يؤثر ذلك بشكل أو بآخر على جودة البحث والمقدرة على إثرائه بالدراسات السابقة في مواضيع مشابهة”، بحسب تعبير محمد.
لكن محمد استطاع الوصول من خلال عمليات البحث عن دراسات مشابهة أجريت في دول الجوار، مثل الأردن وفلسطين والعراق والسعودية.
يضاف إلى الصعوبات عدم وعي شرائح من المجتمع، بأهمية الدراسة وقدرتها على المساهمة في إضافة شيء مفيد للدراسات اللغوية الاجتماعية.
وتتوزع عدد من الجامعات في شمال غربي سورية الخاضع لسيطرة المعارضة السورية، إلا أنها تواجه صعوبات أبرزها الاعتراف بالشهادات الصادرة عن هذه الجامعات والرسوم التي تتقاضاها الجامعات من الطلاب.