قتل القيادي السابق في “الجيش الحر”، خلدون بديوي الزعبي مع أربعة مقاتلين آخرين، إثر تعرضهم لكمين، ليلة الجمعة، في منطقة المفطرة الواقعة في ريف محافظة درعا.
ويعتبر الزعبي من القادة “البارزين” في المعارضة سابقاً بالجنوب السوري، وكان اسمه قد برز خلال الأيام الماضية على خط التطورات التي شهدتها مدينة طفس، بعدما شنت قوات النظام السوري حملة أمنية وعسكرية ضدها.
وقال مصدر إعلامي من درعا لموقع “السورية.نت”، اليوم الجمعة، إن “الزعبي” ومرافقيه الأربعة قتلوا خلال عودتهم من “اجتماع مع رئيس جهاز الأمن العسكري في درعا، لؤي العلي”.
وأضاف المصدر أن مكان “الكمين” الذي تعرضوا له والتوقيت، يشير إلى ضلوع “الأمن العسكري” في عملية الاغتيال.
وتشابه هذه الحادثة تلك التي حصلت، قبل عامين (2020)، حيث قتل القيادي السابق في “الجيش الحر” في درعا، أدهم الكراد، جراء كمين نصبه مجهولون على طريق دمشق – درعا.
وكان لافتاً أن مقتل “الكراد”، في ذلك الوقت، جاء بعدما كان عائداً من اجتماع مع مسؤولين أمنيين في نظام الأسد، بالعاصمة دمشق.
اغتيال خلدون الزعبي، من قادة الجيش الحر في الجنوب، وممثل طفس في المفاوضات الأخيرة مع النظام، كانت مجموعته الحاجز الأقوى ضد تمدد النظام والميليشيات الإيرانية في ريف #درعا الغربي
قُتل برصاص حاجز النظام قرب المفطرة، بعد عودته من جلسة تفاوض مع لؤي العلي، في كمين معدّ مسبقاً
رحمه الله pic.twitter.com/yerKrOt9Mj— أحمد أبازيد (@abazeid89) August 25, 2022
“تفاصيل الحادثة”
ومن بين الأشخاص الذين قتلوا إلى جانب “الزعبي”: يزن الرشدان من طفس، ومحمود الرمضان، محمد الصلخدي، وخليف وهو عسكري منشق من ريف حماة.
وحسب فريق “تجمع أحرار حوران” فإنهم يتبعون جميعاً لمجموعة القيادي خلدون الزعبي، بينما أصيب إلى جانبهم 5 آخرين.
وجاءت عملية الاغتيال بعد اجتماع أمني بين الزعبي وآخرين والعميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري بمدينة درعا، والذي كان قد دعاهم في وقت سابق للتفاوض بشأن المنطقة الغربية من درعا.
كما دعاهم من أجل “التحقق من استكمال تنفيذ البنود التي تم الاتفاق عليها بين الطرفين، والتي أنهت التصعيد العسكري في مدينة طفس قبل أيام”.
الزعبي والوفد المرافق كان يستقل ثلاث سيارات، إذ تعرضت لإطلاق قذيفة RPG تلاها إطلاق نار واشتباك استمر قرابة نصف ساعة، للتأكد من مقتلهم جميعاً.
ونقل الفريق المحلي عن مصادر قولها إن المنطقة التي تم بها الاستهداف تخضع بشكل كامل لسيطرة قوات النظام، والتي حصنت مواقعها فيها مؤخراً في منطقة المفطرة الواقعة بين بلدة اليادودة وحي الضاحية في مدخل مدينة درعا.
ورجحت المصادر أن يكون “العلي” قد أعطى الأوامر بقتل الزعبي ورفاقه بعد انتهاء الاجتماع، خاصة وأن الأخير مازال يرفض الانضمام للنظام ويسعى للوصول إلى اتفاق من دون تسليم السلاح والخروج من المنطقة.
قتل القيادي خلدون الزعبي و 4 أشخاص آخرين كانوا معه، أثناء عودتهم من اجتماع مع لؤي العلي، المعلومات الأولية تشير إلى أن حاجز لقوات النظام في محيط مدينة #درعا فتح النار عليهم. pic.twitter.com/bP8EAxBlgz
— Walid AL Nofal (@walid_ALnofal) August 25, 2022
وكانت هذه الحادثة قد سبقتها أخرى قبل عشرة أيام، وراح ضحيتها الشيخ فادي العاسمي، وهو أحد مؤسسي المجلس العسكري في درعا.
وقتل العاسمي، بعدما أطلق “مسلحون مجهولون” النار عليه على الطريق العام في مدينة درعا بريف المحافظة.
ويعتبر “العاسمي” من أبرز الشخصيات المعارضة في الجنوب، واعتقله النظام لمدة أربعة أشهر رغم حمله لبطاقة “التسوية”، فيما أفرج عنه في فبراير / شباط عام 2019.
ونشط في بعض جولات التفاوض التي أجرتها اللجان المركزية وأعيان ووجهاء محافظة درعا مع النظام السوري والجانب الروسي منذ خروجه من المعتقل.
اغتيال الشيخ فادي العاسمي في مدينة داعل، العاسمي كان من قادة الحراك الثوري في داعل، وكان ضمن وفد درعا الذي التقى الأسد بداية الثورة، ثم شارك في العمل العسكري ضمن فصيل جيش المعتز
بعد اتفاق التسوية 2018 اعتقله النظام أربعة أشهر، وشارك في جلسات التفاوض مع النظام والجانب الروسي#درعا pic.twitter.com/gpVaNjFQ4J— أحمد أبازيد (@abazeid89) August 16, 2022