دعوات لتجديد قرار إيصال المساعدات إلى سورية.. التعويل على تركيا
كي لا تنزلق المنطقة إلى أزمة إنسانية أعمق
دعت جهات أوروبية إلى تجديد قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشأن وصول المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى شمال سورية، والذي من المقرر أن يصوت مجلس الأمن على قرار تمديده، في يوليو / تموز المقبل.
وبحسب ما ترجمت “السورية.نت” عن المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية اليوم الاثنين، قال إنه ينبغي على الدول الأوروبية أن تعمل على تجديد قرار إيصال المساعدات، خشية أن تنزلق المنطقة إلى أزمة إنسانية أعمق.
وأوضح المجلس أن روسيا كانت قد عرقلت مسار القرار، في أواخر العام الماضي، ورغم أن الأعضاء الأوروبيون في مجلس الأمن (فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وبلجيكا وبولندا) لم يكونوا راضين عن هذه النتيجة، لكنهم استسلموا للضغوط الروسية في اللحظة الأخيرة لتجنب الانهيار الكامل للقرار.
وأضاف المجلس أن العرقلة الروسية الأخيرة فرضت عواقب وخيمة، إذ ترك إغلاق معبر اليعربية الحدودي 1.4 مليون مدني في حاجة ماسة للمساعدة.
وبحلول أواخر عام 2019، كان هناك فقط 2 من أصل 16 مستشفى عاماً و 4 من أصل 279 مركزاً للرعاية الصحية الأولية عاملة في شمال شرق سورية.
وتبنى مجلس الأمن الدولي، عام 2014، القرار رقم “2165”، وينص على إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود السورية، وإلى ما وراء خطوط التماس في سورية، لمدة عام واحد قابل للتمديد، وعبر 4 معابر هي: باب السلامة وباب الهوى الحدوديين مع تركيا، والرمثا مع الأردن واليعربية مع العراق، حيث جرى العمل بالآلية ذاتها حتى مطلع عام 2020، وكانت تغطي ما لا يقل عن مليون سوري بحاجة للمساعدات الفورية.
إلا أن روسيا عرقلت قرار التمديد، مطلع العام الجاري، وفرضت سياستها بتقليص عدد المعابر من 4 إلى 2 (تبقى فقط باب الهوى وباب السلامة)، وتمديد القرار مدة 6 أشهر تنتهي في يوليو/تموز القادم.
واعتبر المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية أن روسيا من المتوقع أن تطبّق في الأيام المقبلة ما عملت عليه سابقاً، في أثناء التصويت على قرار تمديد المساعدات.
لكنه أشار إلى أن أنقرة قد تكون قادرة على استخدام علاقتها الوثيقة مع موسكو، لتحويل الموقف الروسي “في اتجاه إيجابي”.
وقال: “يجب أيضاً على الدول الأوروبية أن توضح لروسيا أن الفشل في تجديد القرار سيؤدي إلى أزمة عميقة داخل سورية، والتي يجب على نظام الأسد – وبالتالي موسكو – إدارتها، بصفتهم أكبر جهة مانحة إنسانية في شمال سورية”.
وتقول روسيا إن هذه الإمدادات (المساعدات الإنسانية) يمكن توصيلها عبر دمشق – كجزء من محاولتها استعادة قبضة النظام السياسية على كامل البلاد.
وتزعم موسكو وبكين أن آلية عبور الحدود أصبحت الآن غير ذات صلة، لأن نظام الأسد يستعيد هذه السيطرة تدريجياً.