منذ أن ضرب الزلزال المدمر مناطق شمال غربي سورية، يؤكد العاملون الإنسانيون في المنطقة عدم دخول أي مساعدات أممية أو غيرها، في ظل ضعف الإمكانيات المتاحة في المنطقة من أجل الاستجابة لأضرار الزلزال.
وأصدر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا بياناً، اليوم الأربعاء، أكد فيه عدم وصول أي مساعدات من أي جهة، سواء كانت أممية أو غير أممية، منذ وقوع الزلزال وحتى تاريخ نشر البيان.
وأضاف أن “كوادر المعبر على أهبة الاستعداد لتسهيل عبور أية قوافل إغاثية أو فرق تطوعية أو معدات تساعد في إزالة الأنقاض”.
بيان “باب الهوى” جاء بعد جدل حول فتح المعابر الحدودية مع تركيا، ومن بينها باب الهوى والراعي وباب السلامة، وسط دعوات لفتحها أمام المساعدات الإنسانية وإغاثة متضرري الزلزال.
من جانبه، قال رئيس “هيئة التفاوض السورية” المعارضة، بدر جاموس، عبر حسابه في “تويتر”، اليوم الأربعاء، إنه بعد التواصل مع الحكومة التركية، “تم السماح بإدخال المساعدات من معبر باب السلامة والراعي بالإضافة لباب الهوى المدخل الرئيسي”.
وطالب الدول والمنظمات الدولية بالتحرك العاجل والفوري لنجدة المتضررين جراء الزلزال في ريفي حلب وإدلب.
بعد التواصل المستمر مع الحكومة التركية تم السماح بإدخال المساعدات من معبر باب السلامة والراعي بالإضافة لباب الهوى المدخل الرئيسي, نطالب الدول والمنظمات الدولية بالتحرك العاجل والفوري لنجدة أهلنا المنكوبين في ريفي إدلب وحلب.#زلزال_سوريا
— د بدر جاموس Dr Bader Jamous (@JamousBader) February 8, 2023
حاجة ملحّة للمعابر
وتعاني مناطق شمال غربي سورية من أوضاع كارثية بسبب الزلزال الذي ضرب المنطقة، وأودى بحياة أكثر من 1540 شخص حتى اللحظة، وأكثر من 2750 مصاباً، في حصيلة غير نهائية، حسبما أكد “الدفاع المدني السوري”.
ولا تزال الفرق الإنسانية تعمل في المنطقة ضمن إمكانيات محدودة جداً، وسط مناشدات بإيصال الدعم اللازم، خاصة أن مئات العائلات لا تزال محاصرة تحت الأنقاض بعد مرور قرابة 60 ساعة على الزلزال.
من جانبها، دعت ألمانيا لفتح المعابر الحدودية بين تركيا والشمال السوري لإيصال المساعدات العاجلة للمنطقة.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، في مؤتمر صحفي في برلين أمس الثلاثاء، “لا يوجد حالياً سوى معبر حدودي مفتوح واحد وقد تضرر بسبب الزلزال”.
وأضافت “لهذا فإن فتح المعابر الحدودية مهم جداً، والواجب المطلق الآن هو أن تصل المساعدات الإنسانية إلى حيث تكون هناك حاجة إليها”.
كما دعت بيربوك روسيا إلى الضغط على نظام الأسد من أجل السماح بوصول المساعدات للمناطق المنكوبة شمال غربي سورية، مضيفةً: “من المهم تنحية الأسلحة جانباً الآن وتركيز كل الجهود في المنطقة على المساعدات الإنسانية وعلى انتشال الضحايا وحمايتهم”.
وقال المبعوث الألماني الخاص لسورية، ستيفان شنيك، “ما نحتاجه الآن من النظام السوري ومن جميع الأطراف هو معابر حدودية مفتوحة والسماح بوصول المساعدات بسرعة ودون عوائق لإنقاذ حياة السوريين”.
ثقوا بالحقائق: لا توجد #عقوبات أوروبية على المساعدات الإنسانية لسوريا. ما نحتاجه الآن من النظام السوري ومن جميع الأطراف هو معابر حدودية مفتوحة والسماح بوصول المساعدات بسرعة ودون عوائق لإنقاذ حياة السوريين بغض النظر عن مكان إقامتهم في #سوريا!
— Stefan Schneck (@GERonSyria) February 7, 2023
كما دعت الخارجية الأميركية، أمس، إلى فتح معبر باب الهوى بين تركيا وسورية، وقالت إن المعبر “يجب أن يبقى مفتوحاً لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى محتاجيها”.
يُشار إلى أن المساعدات الدولية العابرة للحدود توقفت إلى مناطق شمال غربي سورية، المنكوبة جراء الزلزال، والتي كانت تصل لتلك المناطق عبر معبر باب الهوى بموجب قرار مجلس الأمن.
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة، ماديفي سون سوون، لـ “رويترز”، أمس الثلاثاء، إن “بعض الطرق معطل والبعض الآخر لا يمكن الوصول إليه. هناك مشكلات لوجيستية تحتاج إلى حل”.
وأضافت: “ليست لدينا صورة واضحة عن موعد استئناف فتح المعبر”.
ويُعتبر معبر باب الهوى الحدودي المنفذ الوحيد لمنطقة شمال غربي سورية، وتدخل من خلاله المساعدات الدولية منذ سنوات، في ظل عدم وجود منافذ ومعابر أخرى لإيصال المساعدات الإنسانية لملايين المحتاجين من سكان تلك المنطقة.