دلائل ومؤشرات.. هل استحوذ “حزب العمال” على مسيّرات إيرانية؟
كشف موقع بريطاني عن دلائل تفيد باستحواذ “حزب العمال الكردستاني” على مسيرات إيرانية قتالية، سعياً منه للزج بها في المواجهة ضد تركيا، خاصة في شمالي العراق.
ونقل موقع “ميدل إيست آي“، اليوم السبت، عن مسؤول تركي مطلع قوله إن الحزب “يحاول الحصول على أنظمة انتحارية بدون طيار”.
وأضاف: “لكن ليس من الواضح من الذي يزودهم بهذه الأنظمة”.
الموقع ذاته نقل أيضاً عن مصادر منفصلة ولم يسمها بأن “حزب العمال حصل على أنظمة (معراج) الإيرانية الصنع المضادة للطائرات بدون طيار، وأن هذه الأنظمة تم إرسالها إلى الجماعة عبر قناتين مرتبطتين بطهران”.
وبحسب هذه المصادر “ربما يكون بافل الطالباني قد لعب دوراً في عملية الاستحواذ”.
طالباني هو رئيس “الاتحاد الوطني الكردستاني” في شمال العراق، ويتهم بالارتباط بعلاقات مشبوهة مع إيران.
وكان علاقته المتصاعدة بـ”وحدات حماية الشعب” في سورية و”حزب العمال” في شمالي العراق قد أثارت غضب المسؤولين الأتراك خلال الأيام الماضية.
هل حصل الحزب على المسيّرات؟
وكان حزب “العمال الكردستاني” قال قبل أيام إنه اكتسب القدرة على إسقاط الطائرات المسلحة التركية بدون طيار العاملة في تركيا والعراق وسورية.
وزعم في بيان صدر يوم الأربعاء مصحوباً بمقطع فيديو لأجسام جوية متساقطة، أنه “أسقطت 13 طائرة مسيرة تركية في شمال العراق منذ 13 فبراير 2023”.
الحزب المذكور مصنف على قوائم الإرهاب في تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية.
وكان العراق قد صنفه قبل يومين كـ”منظمة محظورة”، في أعقاب قمة أمنية عقدها مع تركيا في العاصمة بغداد.
وكتب يحيى بوستان، وهو كاتب عمود تركي على صلة بالحكومة، يوم الجمعة أن “حزب العمال الكردستاني حصل على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار الانتحارية الانتحارية لمحاولة استهداف الطائرات التركية بدون طيار”.
وقال في مقال نشر في صحيفة “يني شفق” اليومية المقربة من الحكومة: “لقد وصلت الجماعة الإرهابية إلى هذه التكنولوجيا من خلال بافل طالباني”.
وأضاف أن إيران كانت تدعم بشكل غير مباشر حزب “العمال الكردستاني”، وهو الأمر الذي أزعج أنقرة لفترة من الوقت.
“بين أنقرة والسليمانية”
وتعتقد أنقرة أن طالباني يعمل بشكل وثيق مع فروع “حزب العمال” في سورية، ويزودهم بالإمدادات والوصول إلى المطارات في إقليم كردستان العراق.
ونتيجة لذلك، أغلقت تركيا مجالها الجوي في عام 2023 أمام مدينة السليمانية في كردستان العراق، وهي معقل لـ”الاتحاد الوطني الكردستاني”، الذي يتزعمه طالباني.
وقال هورسيت دينجيل، وهو زميل باحث في مركز الدراسات الإيرانية ومقره أنقرة، إن اللقطات التي صورها “حزب العمال” كانت منخفضة الجودة للغاية وبعيدة عن أن تكون قاطعة.
ووافق على أن “الجماعة كان من الممكن أن تستخدم لقطات لطائرات تركية بدون طيار تحطمت بسبب أخطاء فنية بدلاً من الهجوم”.
لكن طراز “معراج 532” الموجود في العراق يمكنه استهداف الطائرات بدون طيار على ارتفاعات عالية.
وأضاف الباحث لموقع “ميدل إيست آي” أن النماذج الأخرى، مثل “معراج 521″، لا تتمتع بنفس الفعالية لأنها لا تصل إلى ارتفاعات عالية.
“إن نظام الصواريخ أرض-جو الإيراني الصنع 358، والذي كان موجوداً في مسرح العمليات في العراق لديه أيضاً قدرات مباشرة مضادة للطائرات بدون طيار”، وفق حديثه.