أبدت روسيا اعتراضاً على الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت مواقع في محيط العاصمة دمشق، في تغيّر ملحوظ للموقف الذي سبق وأن سارت به موسكو مع إسرائيل، على مدى السنوات الماضية.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا في بيان، الخميس، إن “الضربات الإسرائيلية المستمرة لسورية تنتهك بشكل صارخ سيادتها، وقد تؤدي إلى تفاقم حاد للأوضاع هناك”.
وأضافت أن “مثل هذه الإجراءات تخلق مخاطر جسيمة على الحركة الجوية المدنية الدولية، ناهيك عن حقيقة أن الهجمات المستمرة على المنشآت العسكرية السورية تؤدي إلى انخفاض القدرة القتالية للقوات المسلحة السورية”.
من جانبه قال السفير الروسي لدى سورية، ألكسندر يفيموف، إن بلاده “تدين بشدة الغارات الإسرائيلية على سورية، وتدعو إلى وضع حد لها”.
Ambassador #Efimov: #Russia strongly condemns Israeli strikes on #Syria, calls to end them, stressing that such actions deteriorate the situation in the region | https://t.co/rU2TQaMLsp pic.twitter.com/ifeVhm5ApW
— Russian Embassy, Syria (@RusEmbSyria) February 10, 2022
وكانت مقاتلات إسرائيلية قد استهدفت مواقع عسكرية في محيط العاصمة دمشق، قبل يومين، ما أسفر عن مقتل جندي من قوات الأسد، وأضرار مادية، بحسب ما ذكرت وكالة “سانا”.
وعقب الغارات قالت وزارة الدفاع الروسية إن منظومات الدفاع أسقطت معظم الصواريخ.
وتحدثت هيئة البث الإسرائيلي “كان” أن الجيش الروسي في قاعدة “حميميم” باللاذقية، شغّل أنظمة دفاع إلكترونية متطورة، تزامناً مع القصف الإسرائيلي على ريف دمشق.
وبحسب ما أفادت به الهيئة، الثلاثاء، فإن أنظمة الدفاع الإلكترونية عطّلت نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) في المنطقة.
בזמן התקיפה שמיוחסת לישראל בסוריה וירי הנ"מ לעבר ישראל – הצבא הרוסי הפעיל מערכות הגנה אלקטרוניות מתקדמות מלטקייה שבסוריה, שגרמו לשיבושי GPS במרחב@ItayBlumental pic.twitter.com/MbgkfW7vw7
— כאן חדשות (@kann_news) February 9, 2022
وتشن إسرائيل منذ سنوات ضربات عسكرية في سورية، وتقول إنها تستهدف مواقع عسكرية إيرانية، وتتبع لـ”الحرس الثوري” الإيراني.
وكانت روسيا وإسرائيل قد أنشأتا خطاً عسكرياً ساخناً، لتنسيق عمليات القوات الجوية فوق سورية، وتجنب الاشتباكات، منذ عام 2018.
وفي عام 2018 تم اختبار العلاقات الروسية الإسرائيلية من خلال إسقاط طائرة حربية روسية من قبل دفاعات نظام الأسد، وذلك عن طريق الخطأ، في أثناء الرد على طائرات حربية إسرائيلية كانت تُغير قرب الساحل السوري.
وإلى جانب بيان الاعتراض الذي أصدرته “الخارجية الروسية” ومحاولات التشويش التي تحدثت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، كانت مسؤولون في إسرائيل قد أبدوا في الأيام الماضية مخاوف من الدورية التي سيرتها موسكو على طول مرتفعات الجولان.
وبحسب “الدفاع الروسية” فإن الدورية الجوية هي الأولى من نوعها، وتم تسييرها بالشراكة مع طائرات تتبع لنظام الأسد.
في المقابل سيرت الشرطة العسكرية الروسية دوريات مشتركة مع قوات الأسد، في ميناء اللاذقية، أواخر يناير الماضي، في تطور لافت جاء عقب قصف إسرائيلي متكرر تعرض له الميناء خلال الأسابيع الماضية.
إلا أن موسكو بررت الدورية بأنها جاءت بعد معلومات استخباراتية حول هجمات “إرهابية وشيكة”، من قبل الفصائل “المتطرفة” في محافظة إدلب، مضيفةً أن “مسلحين كانوا يعدون فرق تخريب تحت الماء لتنفيذ تفجيرات في مينائي طرطوس واللاذقية”.