طالبت إيران الميليشيات العراقية المرتبطة بها، بوقف الهجمات على القواعد الأمريكية في المنطقة، خوفاً من رد أمريكي “عنيف”.
جاء ذلك في تقرير لصحيفة “واشنطن بوست“، أمس الأحد، قالت فيه إن إيران أرسلت قادة عسكريين ودبلوماسيين في جميع أنحاء المنطقة للقاء المسؤولين المحليين وأعضاء الميليشيات.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في المنطقة قولهم إن مسؤولين إيرانيين “حثوا حزب الله والجماعات المسلحة الأخرى بشكل خاص على ممارسة ضبط النفس ضد القوات الأمريكية”.
من جانبها، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر إيرانية وعراقية بأن قائد “فيلق القدس” إسماعيل قاآني زار بغداد في 29 من الشهر الماضي، بعد يومين من إلقاء واشنطن اللوم على الميلشيات بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن.
ونقلت الوكالة عن 10 مصادر بأن قاآني أبلغ الفصائل أن سفك الدماء الأمريكية يهدد بـ”رد أمريكي عنيف”.
وأضافت المصادر أن “الفصائل المسلحة يجب أن تختبئ لتجنب الضربات الأمريكية على كبار قادتها أو تدمير البنية التحتية الرئيسية أو حتى الانتقام المباشر من إيران”.
وقال مصدر أمني عراقي كبير إنه “مع استعداد إيران لرد أمريكي على الهجوم الأردني، قام قاآني بالزيارة بسرعة ولم يغادر المطار لأسباب أمنية مشددة وخوفاً على سلامته”.
وتريد طهران وبغداد تجنب تصعيد مماثل هذه المرة، حسب المصادر.
وأضاف المصدر العراقي أن “الإيرانيين تعلموا الدرس من تصفية سليماني ولا يريدون أن يتكرر ذلك”.
رسائل إيران لميليشياتها
بدوره أكد مسؤول أمني إيراني رفيع المستوى بأن زيارة قاآني “كانت ناجحة ولكن ليس بالكامل”، حيث لم توافق جميع الجماعات العراقية على وقف التصعيد.
وحسب مسؤولين عراقيين ولبنانيين لـ”واشنطن بوست” فإن إيران تحذر علناً من أن جيشها مستعد للرد على أي تهديد أمريكي، لكن “في السر يحث كبار القادة على توخي الحذر”.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول عراقي، له علاقات وثيقة مع القوات المدعومة من إيران، قوله إن “إيران تبذل قصارى جهدها لمنع توسع الحرب والتصعيد من الوصول إلى نقطة اللاعودة”.
كما التقى مسؤولون إيرانيون بأعضاء من “حزب الله” في لبنان، ونقلوا رسالة مفادها “نحن لسنا حريصين على إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أي سبب لشن حرب أوسع على لبنان أو في أي مكان آخر”.
وقال المسؤولون الإيرانيون لقادة حزب الله إن “محور المقاومة ينتصر. لقد حولت الحرب في غزة تركيز العالم مرة أخرى إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وأضافوا أن “الحرب في غزة عقدت خطط المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى لتطبيع العلاقات مع إسرائيل”.
وأكد عضو في “حزب الله” للصحيفة بأن رسالة إيران تتلخص بأن “نتنياهو محصور في الزاوية الآن. لا تعطيه وسيلة للخروج. دعونا لا نعطيه فائدة شن حرب أوسع نطاقاً، لأن ذلك سيجعله منتصراً”.
أما رسائل طهران في العراق فكانت أن “تجدد الصراع في العراق يهدد بإضعاف الزخم وراء محادثات الانسحاب العسكري الأمريكي من البلاد”، حسب مسؤولين عراقيين.
وتعرضت القواعد الأمريكية في سورية، منذ حرب غزة في أكتوبر الماضي، لهجمات متكررة، المتهم الأول بها هو المليشيات الإيرانية المتمركزة على الحدود السورية- العراقية، بحسب مسؤولين أمريكيين.
وتعلن هذه الميليشيات تحت اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” باستمرار عن ضرباتها، والتي تتم في الغالب بمسيرات وصواريخ ذات اتجاه واحد، حسبما أعلن “البنتاغون” في وقت سابق.
لكن هذه الهجمات توقفت منذ 13 يوماً، عقب تهديد أمريكي برد واسع على مقتل ثلاثة جنود باستهداف البرج 22 في الأردن.
وشنت واشنطن غارات جوية على مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في سورية والعراق.
كما استهدفت مسيرة أمريكية القيادي في ميليشيا “حزب الله” العراقي، وسام محمد صابر، الملقب بأبو باقر الساعدي، ما أدى إلى مقتله.