هدد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، بتنفيذ هجمات ضد إسرائيل في المكان الذي تراه بلاده “مناسباً”، رداً على هجوم المزة في دمشق الذي طال مسؤولين عسكريين إيرانيين.
وقال عبد اللهيان في رسالة أرسلها إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أمس الاثنين، إن طهران “تحتفظ بحقها الطبيعي في الرد بشكل حاسم ومتناسب على مثل هذه الأعمال، في الزمان والمكان اللذين تختارهما”.
وأضاف أن الاستهداف “أدى إلى مقتل خمسة مستشارين عسكريين إيرانيين في أراضي الجمهورية العربية السورية، الموجودين بشكل قانوني في سورية بناء على طلب رسمي من الجمهورية العربية السورية لدعم ومساعدة ذلك البلد في مكافحة الإرهاب”.
وبحسب عبد اللهيان، فإن ضربة السبت الماضي هي الثالثة من نوعها خلال الأشهر الأخيرة، ضد من أسماهم “مستشارين” عسكريين إيرانيين.
مطالباً مجلس الأمن أن “يدين بشدة الأعمال الإرهابية التي يرتكبها النظام الإسرائيلي وغيرها من الاستخدامات غير المشروعة للقوة، لأن مثل هذه الإجراءات الاستفزازية تشكل تهديداً خطيراً للسلم والأمن الإقليميين والدوليين”.
وكانت إسرائيل صعّدت مؤخراً من عملياتها التي تستهدف عملاء إيران على الأراضي السورية، في إطار التصعيد الإقليمي الحاصل منذ حرب أكتوبر في غزة.
ونفذت إسرائيل، السبت الماضي، ضربة وصفت بـ “الأقسى” التي تستهدف إيران في سورية، والتي أسفرت عن مقتل خمسة قادة كبار، على رأسهم مسؤول استخبارات “فيلق القدس”، حجة الله أميد زاده، المعروف بـ “الحاج صادق”.
وتأتي هذه الضربة بعد 3 أسابيع من مقتل القيادي البارز في “الحرس الثوري” الإيراني، رضي موسوي، بضربة إسرائيلية استهدفت مكان إقامته في السيدة زينب بدمشق.
وكانت إيران أعلنت ردها على الهجمات الإسرائيلية المتكررة بقصفٍ على مدينة أربيل في كردستان العراق، بالصواريخ البالستية، الأسبوع الماضي.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية، أن القصف الإيراني استهدف “مقرات تجسس رئيسية تابعة للموساد (الإسرائيلي) ومناهضة لإيران”.
وأضافت أن أحد هذه المقرات كان مركزاً لتوسيع عمليات التجسس والتخطيط للأعمال “الإرهابية” في المنطقة، وخاصة ضد إيران.
واعتبرت الخارجية العراقية هجمات إيران على أربيل أنها “سلوك عدواني على سيادة وأمن الشعب العراقي”.
وقالت إنها ستفتح تحقيقاً في الحادثة، وستتخذ إجراءات قانونية ضد إيران من ضمنها شكوى إلى مجلس الأمن الدولي.
ويأتي ذلك في سياق التصعيد الحاصل في الشرق الأوسط، عقب الحرب الإسرائيلية على غزة وتلاها من تداعيات وتصعيد بين القوى الإقليمية والدولية.