بعد توجيهه ضربة ثالثة ضد إيران في سورية، رصدت تقارير أمريكية تغييرات “حذرة” في موقف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من التصعيد ضد القواعد الأمريكية في سورية والعراق.
وكان البنتاغون أعلن، اليوم الاثنين، قصف مواقع لـ”الحرس الثوري” الإيراني في شرق سورية، رداً على الهجمات المتواصلة التي تتعرض لها قواعده في المنطقة.
وهذه الضربات الأمريكية هي الثالثة من نوعها، منذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء الهجمات التي تنفذها الميليشيات الموالية لإيران.
بايدن أمام خيار آخر
في تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الاثنين، قالت فيه إن بايدن رفض في الأسابيع الأخيرة خيارات القصف “الأكثر عدوانية” التي اقترحها “البنتاغون” خوفاً من إثارة صراع أوسع مع إيران.
وأضافت أن بايدن واجه انتقادات كبيرة من قبل الجمهوريين في الكونغرس الأمريكي، الذين اعتبروا أن “الرد المحدود للبيت الأبيض لم يؤدي إلا إلى هجمات أكثر تكراراً وأكثر خطورة ضد القوات الأمريكية في المنطقة”.
ورفض البنتاغون ومسؤولون آخرون في إدارة بايدن تلك الانتقادات، الأحد الماضي، قائلين إن “الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة كانت تهدف إلى تعطيل أنشطة الميليشيات وتعريض أفرادها للخطر، وليس فقط ذخائرهم أو مبانيهم”.
وقال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، في بيان: “ليس لدى الرئيس أولوية أعلى من سلامة الأفراد الأمريكيين، وقد وجه التحرك اليوم لتوضيح أن الولايات المتحدة ستدافع عن نفسها وأفرادها ومصالحها”.
وفي مؤتمر صحفي في سيول، اليوم الاثنين، أكد مجدداً أن الولايات المتحدة ستواصل القيام بكل ما هو ضروري لحماية قواتها.
وقال البنتاغون، أمس الأحد، إن 48 هجوماً على الأقل استهدف القوات الأمريكية في سورية والعراق منذ 17 أكتوبر الماضي، ما أدى إلى إصابة 56 جندياً أمريكياً على الأقل.
وقد عانى حوالي نصفهم من إصابات في الدماغ، وتم نقل اثنين منهم جواً إلى مستشفى “لاندستول” العسكري في ألمانيا لتلقي العلاج.
وللولايات المتحدة 2500 جندي في العراق و900 جندي في سورية، وتقول واشنطن إنهم في مهمة محاربة فلول تنظيم “الدولة الإسلامية”.
ضغوط على جو بايدن
ويواجه الرئيس الأمريكي، جو بايدن، ضغوطاً داخلية من أجل حماية القوات الأمريكية العاملة في الشرق الأوسط، والتي تعرضت مؤخراً لهجمات عدة.
ويقول مسؤولون أمريكيون إن على بايدن الموازنة بين حماية القوات الأمريكية في سورية والعراق، وبين الرد على هذه الهجمات دون الانجرار لخطر صراع أكبر.
وفي تقرير لها قبل أسبوعين، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن بايدن “يواجه ضغوطاً متزايدة لضرب وكلاء إيران الذين هاجموا وأصابوا بشكل متكرر القوات الأمريكية في العراق وسورية هذا الشهر”.
ونقلت عن مسؤولين أمريكيين أن بايدن “يدرس أي قرار للانتقام، في ظل مخاوفه الأوسع من أن الحرب في غزة قد تكون على شفا الانفجار في عاصفة قد تشمل المنطقة بأكملها”.
ورغم قيام واشنطن بتعزيز قوتها ومعداتها الدفاعية في الشرق الأوسط، طالب الجمهوريون في الكونغرس الرئيس الأمريكي بالرد على تلك الهجمات.
واعتبر الجنرال الأمريكي جوزيف فوتيل، الرئيس الأسبق للقيادة المركزية الأمريكية، أن بلاده “سحمت بأن تصبح الهجمات قاعدة إلى حد ما، من خلال عدم الرد عليها”.
وقال فوتيل في تصريحات نقلتها “واشنطن بوست”: “يمكننا، بل ويجب علينا، الرد بشكل مباشر على هذه التهديدات التي تواجه قواتنا”.
ولا توجد حتى الآن أي مؤشرات على توقف الهجمات التي تنفذها ميليشيات إيران ضد القوات الأمريكية في سورية والعراق.
وتعلن هذه الميليشيات تحت اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” باستمرار عن ضرباتها، والتي تتم في الغالب بمسيرات وصواريخ ذات اتجاه واحد، حسبما أعلن “البنتاغون” في وقت سابق.