ارتفعت أعداد الإصابات بفيروس “كورونا” في محافظة اللاذقية بشكل واضح مؤخراً، إذ سجلت حالات وفاة وفق ما تؤكده مصادر محلية وطبية في المحافظة، في الوقت لا تعكس أرقام وزارة الصحة في حكومة النظام، صورةً مطابقة لتفشٍ يلمسه الناس في الواقع.
وسجلت وزارة الصحة التابعة للنظام حتى 23 يوليو/تموز 18 إصابة بالفيروس في اللاذقية، شفيت واحدة منها في حين لم تُسجل أي حالة وفاة رسمياً.
وحسب مصادر طبية في اللاذقية، فإن مشفى مدينة الحفة، الذي خصصته حكومة النظام، لاستقبال الحالات المصابة بـ”كورونا”، يضم حالياً أكثر من 150 إصابة مؤكدة بالفيروس المستجد، مضيفة أن المشفى أُفرغَ منذ أكثر من شهرين لاستقبال الحالات، ويُستخدم جزء منه لعزل المرضى بالإضافة لعلاج المصابين.
في حين أكد مسؤول “لجان التنسيق المحلية” في مدينة جبلة، أبو يوسف جبلاوي، لـ”السورية.نت”، تسجيل حالتي وفاة في مدينة جبلة خلال الشهر الحالي، دون أن تعلن عنهما حكومة النظام.
وقال جبلاوي، إن الشاب أحمد عبد الحليم، توفي الأسبوع الماضي، وأعلنَ أن سبب الوفاة سكتة قلبية، في حين أن أهل الشاب أجبروا على دفنه دون السماح لهم بفتح النعش، حيث تم نقله من المشفى مباشرة بسيارة إسعاف من قبل جهات صحية أشرفت بنفسها على عملية الدفن دون جنازة.
ونقل ذات المتحدث عن مصادر من عائلة الشاب، أن أعراض “كورونا” ظهرت على الفقيد قبل وفاته ، مشيراً إلى أن إدارة مشفى جبلة طلبت من أهله عزل أنفسهم في المنزل لمدة 14 يوماً.
من جانب آخر، ذكرت مصادر محلية في مدينة اللاذقية، لـ”السورية.نت”، أن منطقة الصليبة وسكنتوري سجل بها عشرات الحالات، مضيفة أن أحد المصابين صاحب مطعم شعبي مشهور في اللاذقية.
وأكدت المصادر التي فضلت عدم ذكر اسمها بسبب تواجدها في مناطق النظام، أن مشافي اللاذقية سواء العامة أو الخاصة، تكتفي بتحويل أي مريض يصل إليها تظهر عليه الأعراض إلى مشفى الحفة، الذي يقع على بعد 25 كم عن مدينة اللاذقية، وتطلب من مخالطي الإصابة حجر أنفسهم في المنازل.
غياب اجراءات الوقاية
رسمياً ورغم تسجيل 18 إصابة في المحافظة فقط، إلا أن الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن كثرة الاصابات، و انتقاد غياب الإجراءات اللازمة، دفع بمدير الصحة في حكومة النظام، هوزان مخلوف، للرد عبر منشورٍ في صفحته بموقع “فيسبوك”.
إذ كتب مدير صحة اللاذقية، بأنه من أن الطبيعي أن تُسجل إصابات بكورونا في المدينة، لكنه اعتبر أن “الأمور تحت السيطرة”، مهاجماً في الوقت ذاته المواطنين الذين اتهمهم بعدم التقيّد بإجراءات السلامة والتعقيم والنظافة.
وتابع مخلوف:” من غير الطبيعي ولا المنطقي ما تفعله أنت أخي المواطن، أين شروط التنظيف والعقامة؟ أين شروط التباعد والأماكن المزدحمة؟”.
بالمقابل، فإن محمود.ن، وهو من سكان مدينة اللاذقية، يعتبر في حديثه لـ”السورية. نت”، أن مسؤولية انتشار الفيروس، يتحمل مسؤوليتها المواطن كما النظام، قائلاً:”ارتداء الكمامة أمر نادر في الشوارع، والمقاهي تغص بروادها لا يوجد أي شيئ اسمه تباعد اجتماعي. صالات المؤسسة الاستهلاكية التابعة للنظام لا يوجد بها حتى معقمات ولم تتخذ أي اجراءات، هذا عدا عن التساهل الكبير في تقديم النرجيلة وفي الالتزام بأعداد الركاب في وسائل النقل ومتابعة الأشخاص المخالطين، كل شيئ يسير هنا على التوكل ولا يوجد أي عمل منظم لاحتواء المرض”.
تحذيرات من الأسوأ
من جانب آخر رأى الطبيب يحيى صوفي المقيم في تركيا، أن مناطق النظام معرضة لتفاقم انتشار الفيروس، بسبب غياب أي خطط لاحتواءه وسوء اجراءات العزل الصحي و غياب الوعي وضعف البنية التحتية الصحية.
وأشار صوفي في حديثه لـ”السورية.نت”، أن مشافي النظام تفتقد لأجهزة التنفس الكافية وغرف العناية المركزة الكافية، مضيفاً:”حتى اختبارات فحص عينات المرضى تحتاج لعدة أيام لظهور النتائج بسبب وجود مركز وحيد في دمشق لإجراء هذه الاختبارات، وفي بعض الأحيان تفسد العينات أثناء نقلها”.
ودعا الطبيب سكان المناطق التي يحكمها النظام، بالتزام قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامة، وتعقيم اليدين بشكل دائم، منوها في الوقت ذاته أن “المشافي في سورية غير مؤهلة للتعاطي مع عدد كبير من الاصابات، وعلى الأهالي التزام الحيطة والحذر”.
وحتى اليوم الجمعة، 24 يوليو/تموز، يبقى عدد إصابات “كورونا” المُعلن عنها رسمياً في سورية 584 توفي منهم 35.