تبدأ محاكمة رفعت الأسد عم رئيس النظام السوري، بشار الأسد في باريس اليوم الاثنين، في قضية اختلاس أموال سورية عامة، قبل نفيه من سورية عام 1984.
وذكرت وكالة “فرانس برس”، أن المحاكمة الحالية هي الثانية من نوعها، وتتعلق بقضية “إثراء غير مشروع”، للاشتباه بأنه بنى امبراطورية عقارية في فرنسا من أموال عامة سورية.
وأوضحت الوكالة أن مقعد المدعى عليه (رفعت الأسد) في المحكمة سيكون شاغراً، اليوم، في أثناء جلسة المحاكمة.
ونقلت عن وكلاء الدفاع عن رفعت الأسد قولهم إنه “سيغيب لأسباب طبية”.
ويتهم السوريون رفعت الأسد بسرقة المصرف المركزي السوري، قبل نفيه من قبل شقيقه إلى فرنسا، في ثمانينات القرن الماضي، عقب خلافهما على السلطة.
ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة حتى 18 كانون الأول/ديسمبر، تتعلق بـ”تبييض أموال في إطار عصابة منظّمة” للاحتيال الضريبي المشدد واختلاس أموال عامة سورية بين عامي 1984 و2016.
وخلال إقامته في أوروبا مع زوجاته الأربع وأولاده البالغ عددهم 16 ولداً، جمع رفعت الأسد ثروة عقارية أثارت الشكوك، على مدار السنوات الماضية.
وفي فرنسا فقط، يملك رفعت الأسد قصرين وحوالى أربعين شقة في أحياء راقية من العاصمة، بالإضافة إلى قصر مع مزرعة خيول في فال دواز قرب باريس ومكاتب في ليون، وغيرها، بحسب وسائل إعلام فرنسية.
وتقدر ثروته في فرنسا حوالي 90 مليون يورو، من خلال شركات يقع مقر بعضها في لوكسمبورغ.
محاكمات في أربع دول
ليست فرنسا هي الوحيدة التي تحقق بالأموال غير المشروعة لرفعت الأسد، بل تناقش كل من بريطانيا وإسبانيا وسويسرا ملفه.
وكانت الجمارك الفرنسية-الإسبانية قد صادرت في مارس/ آذار 2018، ممتلكات رفعت الأسد على الأراضي الإسبانية، والتي تبلغ قيمتها هناك 600 مليون يورو، تتمثل في 503 منشآت، بينها مطاعم وفنادق ومقتنيات فاخرة، كان يمتلكها في مدينة ماربيه الإسبانية.
أما في بريطانيا، كانت دائرة النيابة العامة البريطانية قد جمدت أصول أموال رفعت بعد إقرار أمر قضائي بذلك منذ آخر جلسة استماع في أيار 2017.
ويؤكد رفعت الأسد أنه جمع ثروته من هبات من العائلة المالكة السعودية، تصل إلى أكثر من مليون دولار شهرياً.
ويواجه الأسد اتهامات في سويسرا أيضاً، حيث خضع للتحقيق في 2013، بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا إبان الثمانينيات، عندما كان قائداً لـ”سرايا الدفاع الوطني”.
ظل جرائم الثمانينيات
في سياق ما سبق تناولت صحيفة “لوجورنال دو ديمانش” الفرنسية خبر محاكمة رفعت الأسد في باريس، اليوم، في مقالة حملت عنوان “حاشية الأسد أمام القضاء الفرنسي”.
وقالت الصحيفة إن أهمية هذه المحاكمة تكمن في أن “ظل الجرائم المرتكبة ضد الشعب السوري في الثمانينيات سيخيم في قاعة المحكمة”.
وأضافت الصحيفة أن علاقات رفعت الأسد، الذي مُنح وسام جوقة الشرف في فرنسا عام 1986، مع السلطات الفرنسية، سيتم التطرق إليها هي الأخرى في المحاكمة.