قال السفير الأمريكي السابق في سورية، روبرت فورد إن أمريكا فشلت في توحيد المعارضة السورية منذ عام 2011، مستبعداً أن تتخذ أي “إجراءات ملموسة” في الوقت الحالي حيال الدول التي بدأت بإعادة علاقاتها مع نظام الأسد.
ويأتي حديث فورد في تعليقه على الزيارة الأخيرة التي أجراها وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى برأس النظام، بشار الأسد، في تطور هو الأور من نوعه منذ عشر سنوات.
وأضاف السفير الأمريكي السابق في مقابلة مع قناة “فرانس 24″، اليوم الجمعة أن ما يجري في الوقت الحالي يندرج ضمن “الواقعية السياسية”.
وأوضح أن الدول العربية من بينها الإمارات تسير باستراتيجية جديدة، مفادها: “بدلاً من الأمل في تغيير النظام بدمشق، من الممكن البدء بتعاون نسبي للوصول إلى نتائج إيجابية”.
وبحسب فورد فإنه يعتقد أن “واشنطن وإدارة بايدن تفهم أنه من الصعب عليها إجبار أو منع الجهود عربية لإيجاد طريقة من التعايش مع الحكومة السورية والموجودة في السلطة بدمشق”.
وتابع: “لكن ذلك لا يعني أن واشنطن سعيدة بالجهود العربية لإيجاد طريقة التعايش، وفي نفس الوقت هي غير قادرة على سياسة بديلة للاستراتيجية العربية التي شهدناها مع زيارة وزير الخارجية الإماراتي”.
وكانت زيارة بن زايد إلى دمشق قبل يومين قد استحوذت حديث الشارع السوري، بالإضافة إلى الشارع العربي والغربي.
وتشي معظم المؤشرات إلى أن الزيارة تحمل دلالات سياسية قد تفتح الباب لمرحلة عربية جديدة مع النظام السوري.
وجاءت الزيارة بعد انقطاع في العلاقات العلنية مع النظام منذ العام 2011، إذ رأت الإمارات أنه من الواجب محاسبة نظام الأسد على “جرائمه” بحق الشعب السوري.
لكنها في السنوات الأخيرة بدأت تغير موقفها، واستأنفت التواصل مع نظام الأسد، ليخرج ذلك للعلن بذرائع “إنسانية” وأخرى متعلقة بـ “إعادة الإعمار”.
واستبعد روبرت فورت في سياق حديثه أن تقدم إدارة بايدن على أي خطوات ملموسة حيال الدول التي تريد تطبيع علاقاتها مع نظام الأسد، مشيراً: “قد نسمع بعض الانتقادات الشفوية فقط”.
وفي حديث سابق لـ”السورية.نت قال الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي إنه وحتى اليوم “لا يوجد شيء واضح بشأن مسألة كيف يفكر الأمريكان في سورية ككل”.
وأضاف بربندي: “برأيي يعتبرون سورية منطقة جغرافية فيها أزمات، وفيها روسيا وإيران وتركيا بشكل رئيسي. وجودهم في هذه المنطقة استنزاف للكل، بمعنى التحارب بين هذه الدول يعني الاستنزاف لها. الأمور يجب أن تسير كذلك لكن ضمن الضوابط الأمريكية”.
من جانبه أكد رئيس “المجلس السوري الأمريكي”، زكي لبابيدي، أن “الموقف الأمريكي حيال سورية غير واضح”.
وأضاف: “حتى الآن هناك أعضاء في الحكومة الأمريكية غير موافقين عن سياسة سورية، ولذلك تحاول الجالية السورية الأمريكية قدر الإمكان مع هؤلاء المسؤولين وأعضاء الكونغرس لتغييرها في أسرع وقت ممكن”.