روسيا تبدأ المساومة على قرار المساعدات الأممي: ستمر عبر دمشق فقط
بدأت روسيا التلميح إلى نيتها عرقلة قرار المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سورية، قبل شهر على خضوع القرار للتصويت في مجلس الأمن الدولي.
وقال المبعوث الروسي إلى سورية، ألكسندر لافرنتييف، في تصريحات صحفية اليوم الأربعاء، إن الوقت قد حان لإيقاف آلية المساعدات العابرة للحدود إلى سورية، دون موافقة النظام السوري على هذه الآلية.
وأضاف لافرنتييف في مستهل الجولة 18 من محادثات “أستانة” التي انطلقت اليوم في العاصمة الكازاخية نور سلطان، إن بلاده تؤيد إلغاء المساعدات العابرة للحدود وتقليصها، وحصرها عبر حكومة النظام فقط، مشيراً إلى أنه تم إنشاؤها قبل أعوام “كإجراء مؤقت”.
وبحسب المبعوث الروسي، فإن الغرب لم يبدِ استعداداً لتخفيف العقوبات المفروضة على النظام السوري، وقد “حان الوقت أن تمر المساعدات بشكل قانوني عبر دمشق”.
وأضاف: “جميع الالتزامات التي وعد بها الغرب قبل عام بتنفيذ مشاريع التعافي المبكر وإعادة الإعمار (في سورية) لم ينفذها، لذلك في ظل هذه الظروف من المحتمل أن نفكر في تقليص آلية عبور الحدود”.
وألمح المسؤول الروسي إلى أن بلاده سوف تعارض تمديد التفويض الأممي للمساعدات العابرة للحدود، بصيغته الحالية، وقد تطرح آليات جديدة للتفويض.
“دون موافقة الأسد”..غوتيريش يتحدث عن خطة لإدخال المساعدات لإدلب
ويأتي ذلك قبل شهر على انتهاء التفويض الأممي الخاص بإيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سورية، والذي سيخضع للتصويت من أجل تمديده خلال جلسة لمجلس الأمن في يوليو/ تموز المقبل.
وكان مجلس الأمن الدولي تبنى قراراً في يوليو/ تموز 2021، يقضي بتمديد إيصال المساعدات إلى سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، عاماً إضافياً على مرحلتين، تبلغ مدة كل واحدة منها ستة أشهر.
وتواجه العمليات الإنسانية العابرة للحدود في سورية، منذ عام 2014، عقبات روسية في مجلس الأمن، متمثلة باستخدام “حق النقض” (فيتو)، إذ ترى موسكو أن هذه الآلية هي “انتهاك للسيادة السورية”، كونها لم تمر عن طريق حكومة النظام، وكونها لا تشترط موافقته بالأساس.
لكن الرؤية الروسية تبدو وكأنها ذرائع لعرقلة مرور المساعدات، التي يستفيد منها ملايين الأشخاص المتضررين في شمال وغرب سورية، وتحاول روسيا أن تحوّل مسار المساعدات ليعبر عن طريق نظام الأسد، الذي لطالما عاقب المناطق الرافضة لحكمه بالتجويع والحصار.