روسيا تقترح تمديد تفويض نقل المساعدات إلى سورية بشرط واحد
اقترحت روسيا على أعضاء مجلس الأمن، تمديد تفويض إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشمال السوري عبر معبر الهوى، لمدة ستة أشهر.
وذكرت وكالة “الأناضول” التركية، اليوم الخميس، أن روسيا وزعت على أعضاء المجلس مشروع القرار، الذي يتعارض مع مشروع آخر صاغته إيرلندا والنرويج.
ويدعو مشروع القرار الإيرلندي والنرويجي، إلى تمديد قرار إدخال المساعدات لمدة عام كامل، وليس 6 أشهر فقط.
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس“، أن روسيا اشترطت لتمديد القرار لمدة 6 أشهر، بأن يتم “زيادة حجم الدخول للمساعدات عبر الخطوط الداخلية”، في إشارة إلى زيادة المساعدات التي تدخل من مناطق نظام الأسد إلى شمال سورية.
ومن المتوقع أن يتم التصويت على مشروع القرار الإيرلندي والنرويجي، خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم الخميس.
وفي حال فشل الحصول على 9 أصوت من قبل أعضاء المجلس، أو استخدام روسيا لحق النقض “الفيتو”، سيتم طرح القرار الروسي للتصويت.
وكانت روسيا وافقت العام الماضي على تمديد قرار إدخال المساعدات عبر الحدود، مقابل إدخال المساعدات عبر “خطوط التماس” مع نظام الأسد، ودخلت خلال عام واحد 5 قوافل فقط كان آخرها، الشهر الماضي.
وحسب فريق “منسقو استجابة سورية”، في بيان سابق فإنّ نسبة المساعدات عبر “الخطوط” منذ تمديد القرار الدولي في يوليو/تموز العام الماضي، تشكل 0.36 من إجمالي المساعدات، بينما بلغت عبر “المعابر” 99.64%.
تلميحات لـ”مقايضة” مع روسيا.. المساعدات العابرة للحدود “قرار حياة أو موت”
وتواجه العمليات الإنسانية العابرة للحدود في سورية، منذ عام 2014، عقبات روسية في مجلس الأمن، متمثلة باستخدام “حق النقض” (فيتو)، إذ ترى موسكو أن هذه الآلية هي “انتهاك للسيادة السورية”، كونها لم تمر عن طريق حكومة النظام، وكونها لا تشترط موافقته بالأساس.
لكن الرؤية الروسية تبدو وكأنها ذرائع لعرقلة مرور المساعدات، التي يستفيد منها ملايين الأشخاص المتضررين في شمال وغرب سورية.
وتحاول روسيا أن تحوّل مسار المساعدات ليعبر عن طريق نظام الأسد، الذي لطالما عاقب المناطق الرافضة لحكمه بالتجويع والحصار.
وصدرت تحذيرات، خلال الأيام الماضية، من عرقلة تجديد قرار المساعدات العابرة للحدود إلى سورية، وتعرض ملايين السوريين في شمال غربي البلاد لـ”كارثة” إنسانية جديدة.
وبحسب تقرير لـ”منظمة العفو الدولية” (أمنستي)، فإن قرابة 1.7 مليون نازح في مخيمات شمال غربي سورية، 58% منهم أطفال، يعيشون ظروفاً سيئة في خيام لا تتوفر فيها أدنى مقومات الحياة، ويرزخون في فقر مدقع ويعتمدون كلياً على المساعدات.
كما حذّرت مديرية صحة إدلب، من وقوع كارثة صحية “رهيبة” وزيادة في معدلات الأمراض والوفيات، في منطقة شمال غربي سورية، بحال عدم تمديد قرار إدخال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى”.