أعلنت روسيا رسمياً نشر قوات عسكرية في بلدة عين عيسى بريف الرقة الشمالي، بموجب اتفاق قالت إنه جاء بعد مفاوضات مع الجانب التركي.
وذكر “مركز المصالحة الروسي” (حميميم) في بيان رسمي، اليوم الاثنين، أن المفاوضات مع الجانب التركي توصلت إلى اتفاق بشأن إنشاء نقاط مراقبة مشتركة بين الشرطة الروسية وقوات الأسد في منطقة عين عيسى.
وجاء في بيان المركز الذي نشرته وزارة الدفاع الروسية: “وصلت وحدات إضافية للشرطة العسكرية الروسية لتعزيز استقرار الوضع في منطقة عين عيسى اليوم، ونحث الأطراف كافة على وقف التصعيد”.
ولم تعلّق تركيا على الاتفاق الذي أعلنت عنه روسيا بشأن عين عيسى حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
بينما لم يصدر أي موقف من جانب “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والتي تخضع عين عيسى لسيطرتها الكاملة، وتعتبر ذات أهمية استراتيجية بالنسبة لها.
ويتزامن ما سبق مع قصف مدفعي وصاروخي تعرضت له عين عيسى، في الساعات الماضية، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام “قسد”، بينها وكالة “anha”.
#عاجل| نورث برس
القوات التركية وفصائل سورية مسلحة موالية لها تقصف بالمدفعية الثقيلة قريتي جهبل ومشيرفة وأطراف الطريق الدوليM4 شرق بلدة عين عيسى. pic.twitter.com/LwpLp5wdwQ— North Press Agency – عربية (@NPA_Arabic) December 27, 2020
وكانت عين عيسى قد تعرضت لتصعيد عسكري في الأسابيع الماضية، من جانب الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني”.
وقاد التصعيد إلى حديث تردد من قبل “الجيش الوطني” عن قرب عملية عسكرية على البلدة، من أجل السيطرة عليها، كونها تعتبر موقعاً استراتيجياً، يتيح للطرف المسيطر عليه التحكم بالطريق الدولي “m4″، في المناطق التي يمر منها شرقي سورية.
وبالتزامن مع ما سبق كانت الأيام الماضية قد شهدت أخذاً ورد بين “قسد” ونظام الأسد، فبينما رفضت الأولى انسحابها من عين عيسى وأكدت على عدم السماح بنشر أي نقطة مراقبة، تحركت الأخيرة عسكرياً، واستقدمت تعزيزات إلى المنطقة.
وفي وقت سابق اعتبر الناطق الرسمي باسم “قسد”، كينو كبرئيل، أن “تركيا تحاول فرض أمر واقع مختلف في المنطقة وإجبار قسد وروسيا على تغير مواقع تواجدها ومحاولة كسب سيطرة جديدة على الأرض”.
وهدد كبرئيل بعدم السماح لتركيا والفصائل التابعة لها بتجاوز الخطوط التي تم تحديدها ضمن الاتفاقيات السابقة.
وحول الحديث الذي دار حول اتفاق بتسليم المدينة إلى قوات الأسد، أكد كبرئيل أن “أي اتفاقيات حول مصير المدينة سيتم الإعلان عنها بشكل رسمي”، نافياً تسليم المدينة لقوات الأسد.
وتعتبر بلدة عين عيسى أحد أهم المدن بالنسبة لـ “الإدارة الذاتية” شمال شرق سورية، وتعتبر عاصمة سياسية وإدارية للأخيرة.
وتبعد عين عيسى حوالي 55 كيلومتراً عن مدينة الرقة باتجاه الشمال الغربي، وكانت قبل عام 2011 ناحية إدارية في منطقة تل أبيض بمحافظة الرقة، لتُضم فيما بعد إلى منطقة عين العرب (كوباني).
وتقود التطورات المذكورة سابقاً إلى أواخر عام 2019، في الأيام التي تبعت العملية العسكرية التركية “نبع السلام”، وحينها كانت “قسد” قد وقعت اتفاقاً مع نظام الأسد وروسيا، قضى بنشر قوات الأخيرة في عدة مناطق بشمال شرق سورية، في خطوة لوقف الهجمات البرية من جانب الجيش التركي وفصائل “الجيش الوطني”.