أبلغت إيران روسيا باحتمال وقوع “عملية إرهابية” كبيرة على أراضيها قبل الهجوم الذي تبناه تنظيم “الدولة” في العاصمة موسكو، حسبما نقلت وكالة “رويترز” عن 3 مصادر.
وأسفر الهجوم عن مقتل 144 شخصاً على الأقل، واستهدف حفلاً موسيقياً في قاعدة “كروكوس سيتي”.
وقال أحد المصادر للوكالة، اليوم الاثنين، إن التحذير الإيراني وصل إلى روسيا قبل أيام من وقوع الهجوم، وبعدما حصلت طهران على معلومات خلال استجوابها لمعتقلين فيما يتعلق بتفجيرات كرمان.
واعتقلت إيران 35 شخصاً في يناير/كانون الثاني، من بينهم قائد فرع تنظيم “الدولة” في أفغانستان، والمعروف باسم “داعش – خرسان”.
وقالت حينها إنه على صلة بتفجيرين وقعا في الثالث من يناير/كانون الثاني في مدينة كرمان، وأسفرا عن مقتل ما يقرب من 100 شخص.
وأضاف المصدر الثاني لرويترز أن المعلومات التي قدمتها طهران لموسكو حول هجوم وشيك كانت تفتقر إلى تفاصيل محددة فيما يتعلق بالتوقيت والهدف الدقيق.
وتابع: “تلقوا (أعضاء داعش خراسان) تعليمات بالاستعداد لعملية كبيرة في روسيا.. قال أحد الإرهابيين (الذي اعتقل في إيران) إن بعض أعضاء الجماعة سافروا بالفعل إلى روسيا”.
وقال مصدر ثالث، وهو مسؤول أمني كبير: “بما أن إيران كانت ضحية لهجمات إرهابية لسنوات، فقد أوفت السلطات الإيرانية بالتزامها بتنبيه موسكو بناءً على المعلومات التي تم الحصول عليها من الإرهابيين المعتقلين”.
وحذرت الولايات المتحدة روسيا أيضاً مقدماً من هجوم محتمل من جانب “إسلاميين متشددين”.
لكن موسكو، التي لا تثق بشدة في نوايا واشنطن، قللت من أهمية تلك المعلومات.
ومع ذلك، فمن الصعب على روسيا تجاهل المعلومات الاستخبارية الواردة من حليفتها الدبلوماسية إيران بشأن الهجوم، الأمر الذي أثار أيضاً تساؤلات حول فعالية أجهزة الأمن الروسية، وفق “رويترز”.
وأعلنت السلطات الروسية اعتقال أربعة رجال يشتبه في تنفيذهم الهجوم، فضلاً عن توقيف عدّة أشخاص على خلفية مساعدتهم.
ويتحدر الموقوفون الأربعة من طاجيكستان، الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى.
ويعد هجوم موسكو الأخير أكثر الهجمات حصداً للأرواح في روسيا منذ حوالى عشرين عاما والأعنف لتنظيم “الدولة” في أوروبا.