ريف حلب..نشاطات وبرامج دعم لمنكوبي الزلزال مع اقتراب العيد
خلّفت أزمة الزلزال، تحديات كبيرة أمام السكان المتضررين في منطقة شمالي غربي سورية، في وقتٍ تتجهز عشرات العائلات لاستقبال عيد الفطر في مراكز الإيواء المؤقتة وخيام النازحين.
وإلى جانب التدهور المعيشي وارتفاع أسعار مختلف السلع، تعاني العائلات المتضررة إثر الزلزال، وكذلك القاطنة في مخيمات النازحين، تحديات كثيرة، بعد أن خسرت منازلها وأفراداً من أسرها، وتستعد إلى استقبال العيد من المسكن المؤقت، إذ تغيب ملامح الاستقرار.
محمد الخالد، وهو مهجّر من المنطقة الشرقية، ويقيم في خيمة قرب مدينة “جنديرس” بريف عفرين، واحد من آلاف السكان المتضررين من تبعات الزلزال، ويطمح في الوقت الحالي أن ينتقل لمنزل يستقر فيه مع عائلته.
يقول الخالد لـ”السورية.نت”، إنه أمضى”شهر رمضان واليوم نستعدّ لاستقبال العيد في الخيمة، اضطررت للإقامة في الخيمة بعد أن تصدّع منزلي المستأجر في المدينة”.
ويوضح الخالد أن “إقامتي في الخيمة مرتبطة بشكل رئيسي باستجابة الجهات المانحة له، بتوفير منزل جديد، بديلاً عن منزلي المتضرر بالزلزال”.
وبحسب أرقام فريق “منسقو استجابة سورية”، فإنّ حوالي 48 ألف عائلة نزحت جراء الزلزال في منطقة شمالي غربي سورية، في حين بلغت أعداد الأسر المتضررة حوالي 334 ألف عائلة.
فيما بلغت أعداد المباني المهدمة حوالي 2171 مبنى، وغير الآمنة للعودة حوالي 5344 مبنى، أما المباني التي تحتاج إلى تدعيم لتصبح آمنة 14 ألف و844 مبنى، وفقاً لـ”منسقو الاستجابة”.
ولا يختلف الحال لدى أبو أحمد المهجّر من ريف حلب الغربي، ويقيم في مخيم للنازحين قرب “جنديرس”، إذ يتطلع إلى تأمين مأوى ثابت له بعد أن أمضى حوالي شهرين في خيمة للنازحين، عقب الزلزال.
يقول أبو أحمد، إنّ “متطلبات العيد، ومصاريفه مكلفة جداً نظراً لارتفاع الأسعار وانخفاض قيمة الليرة التركية أمام الدولار”.
ويعتبر لـ”السورية.نت” أنّ “ظروف تهجيري وتشردي عقب الزلزال، زادت معاناة تهجيري الأولى من منطقة عينجارة بريف حلب، واليوم أستعد لاستقبال العيد من خيمتي المتواضعة”.
ويعتبر تأمين ملابس العيد، تحدياً كبيراً للأسر في المنطقة، في ظل ارتفاع أسعارها وتراجع قيمة صرف الليرة التركية أمام الدولار، وشح فرص العمل والدخل.
ومع استمرار هذه المعاناة، تصدّرت منظمات إنسانية للاستجابة للعائلات المتضررة إثر الزلزال، والنازحة خلال شهر رمضان، ومع استعداد السكان لعيد الفطر بعد ييومين.
“مشاريع رمضانية”
في هذا السياق، يشير وليد عليطو، وهو مدير مكتب ريف حلب في “المنتدى السوري”، إلى أنّ “الأخير أطلق خلال شهر رمضان عدة مشاريع استجابةً للأسر المحتاجة والمتضررة إثر الزلزال، بعد إجراء تقييمات للحالة في المناطق المتضررة”.
وشملت المشاريع بحسب عليطو، توزيع ملابس العيد، ومبالغ مالية للعائلات المتضررة من الزلزال، وسلال ووجبات غذائية، إلى جانب ترميم مدارس متضررة من الزلزال.
وشملت المشاريع، توزيع أكثر من 11 ألفاً وجبة طعام، إلى جانب 3 آلاف و84 سلة غذائية لعائلات متضرري الزلزال في مراكز الإيواء في ناحيتي عفرين وجنديرس بريف حلب، كما اعتمدت ترميم حوالي 7 مدارس في “اعزاز وعفرين وجنديرس والمحمدية”.
كما نفّذ “المنتدى السوري” في رمضان، بالتعاون مع منظمة (جول)، مشروع توزيع مبالغ مالية لحوالي 3 آلاف عائلة تضرروا من الزلزال، وباتوا دون مأوى، وفقاً لـ عليطو.
“ملابس العيد”
اتّجهت مشاريع “المنتدى السوري” الرمضانية، نحو تأمين ملابس العيد، في ظل التحديات التي تواجه العائلات في شرائها مع ارتفاع أسعار الألبسة في الأسواق المحلية.
ويوضح في هذا السياق، عليطو أنّ “المنتدى السوري أمن كسوة العيد ضمن مخيمات شارع الملاهي وجنوب التل في جنديرس، لحوالي 336 طفلاً”، مشيراً إلى أن نشاطات مشابهة يتم العمل عليها في عدة مناطق بريف حلب، خلال هذه الأيام وأثناء عيد الفطر.