لا تزال حادثة وفاة المعارض الروسي، أليكسي نافالني، تتفاعل على الساحة الدولية بعد اتهامات غربية للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بالوقوف وراء حادثة الوفاة.
واعتبر المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، في تصريحات صحفية، اليوم الاثنين، أن تصريحات السياسيين الغربيين حول وفاة نافالني “ضرب من الوقاحة”.
وقال بيسكوف إنه “في الوقت الذي لا توجد فيه أي معلومات متوفرة حالياً عن الحادث، من غير المقبول على الإطلاق الإدلاء بمثل هذه التصريحات الوقحة”.
مضيفاً أن تلك التصريحات “لا تليق بالمسؤولين الحكوميين التي أطلقوها، وبالطبع لا يمكن أن تسبب أي ضرر لروسيا”.
وكانت روسيا أعلنت، الجمعة الماضي، وفاة أبرز معارضي بوتين، أليكسي نافالني، في سجنه.
وقالت إنها فتحت تحقيقاً للكشف عن ملابسات حادثة الوفاة، دون أن يتضح أي شيء حتى الآن.
وبهذا الصدد، قال المتحدث باسم الكرملين إن التحقيق مستمر، مضيفاً أنه “سيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة”.
في حين قالت مصلحة السجون الروسية إن نافالني تعرض لوعكة صحية بعد المشي في سجنه بالقطب الشمالي، فقد على إثرها الوعي ثم فارق الحياة.
أصابع اتهام غربية
منذ الإعلان عن وفاة نافالني، أثار مسؤولون غربيون احتمالية أن تكون حادثة الوفاة مدبرة من قبل الرئيس الروسي فلاديمر بوتين.
وحمّل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، نظيره الروسي المسؤولية عن الوفاة، قائلاً إنه لم تأخذه المفاجأة لكنه شعر بالغضب، وفق تعبيره.
وأضاف بايدن في تصريحات داخل البيت الأبيض: “لا نعرف بالضبط ماذا حدث، لكن ليس هناك شك في أن وفاة نافالني كانت نتيجة لشيء فعله بوتين وعصاباته”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيغورني، عبر حسابه في “إكس” إن “مقاومة نافالني لنظام القمع كلفته حياته”.
في حين وصف رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، خبر وفاة نافالني بـ “الفظيع”، وكذلك قال المستشار الألماني، أولاف شولتس، إن الخبر “محزن جداً”.
وقال رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشيل، إن روسيا “المسؤولة الوحيدة” عن وفاة المعارض الروسي أليكسي نافالني.
وأيضاً حمّلت النرويج روسيا المسؤولية عن ما حدث مع نافالني.
ويعتبر الغرب أن تاريخ روسيا مع المعارضين “طويل وقذر”، حسب تعبير مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض، جيك سوليفان، الذي قال إن “إيذاء المعارضين الروس يثير أسئلة حقيقية وواضحة حول ما حدث”.
من هو أليكسي نافالني؟
يعتبر أليكسي نافالني (47 عاماً) أبرز المعارضين السياسيين للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وكانت قضيته تفاعلت عام 2020، بعد تعرضه لحادثة تسميم بغاز الأعصاب، أثناء وجوده في ألمانيا.
ثم عاد إلى روسيا في يناير/ كانون الثاني 2021، بعد خمسة أشهر من العلاج، لكن السلطات الروسية اعتقلته، وحكمت عليه بالسجن 19 عاماً بتهمة “التطرف”.
وتدعي روسيا أن نافالني متهم “بتبديد المال العام”، بسبب اختلاسه 16 مليون روبل من شركة “كيروف الحكومية للأخشاب”، الأمر الذي ينفيه محامو الدفاع عن نافالني.
وكانت مظاهرات جرت في أكثر من 60 مدينة روسية احتجاجاً على اعتقال المعارض أليكسي نافالني، أدت إلى حملة اعتقالات شنتها السلطات الروسية شملت حوالي ثلاثة آلاف متظاهر، إلى جانب وقوع إصابات.
وسبق أن شهدت علاقات روسيا مع الغرب توتراً كبيراً بعد اعتقال نافالني عام 2021، وصلت إلى طرد روسيا دبلوماسيين غربيين من أراضيها، بعد التهديد الغربي بفرض عقوبات عليها.
وفي ورقة بحثية نشرها مركز “جنيف للدراسات“، حينها، قال إن قضية أليكس نافالني من القضايا المعقدة بالنسبة للاتحاد الأوروبي، ويمكن أن يكون لها تبعات خطيرة على العلاقات الأوروبية- الروسية.