سجال جديد بين النظام والولايات المتحدة حول الكيماوي.. وروسيا تدخل الخط
عاد ملف كيماوي النظام إلى طاولة مجلس الأمن مجدداً، وأحدث سجالاً بين المندوب الأمريكي ومندوب النظام حول ترسانة الأسد الكيماوية، ما دفع روسيا للتدخل.
وعقد مجلس الأمن، أمس الثلاثاء، جلسة دورية لبحث هذا الملف شهدت مطالب من قبل الولايات المتحدة بمحاسبة النظام على استخدامه الكيماوي في هجمات عدة طالت المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته.
وقال المندوب الأمريكي بالإنابة، ريتشارد ميل، إنه “على مجلس الأمن مسؤولية إظهار أن هناك تبعات جدية على المتورطين في استخدام السلاح الكيماوي، وأنه لا يمكن القبول بهذا السلوك ولا الصمت عليه”، وتابع: “سلاح الأسد الكيماوي ليس محل نزاع (…) إنه حقيقة مثبتة من طرف منظمة حظر الأسلحة الكيماوية”.
وأضاف ميل أن مجلس الأمن يعقد اجتماعات دورية لحث النظام على الوفاء بتعهداته والتزاماته التي أبداها عام 2013 حين انضم لمعاهدة حظر الأسلحة الكيماوية، مشيراً إلى أن النظام “لم يفِ بتعهداته بهذا الخصوص”.
إلا أن مندوب النظام لدى مجلس الأمن، بشار الجعفري، هاجم المندوب الأمريكي معتبراً أن الدول الغربية “تزعم زوراً وبهتاناً” عدم التزام النظام بتعهداته في معاهدة حظر الكيماوي، وأضاف “أن فبركات ما يسمى فريق التحقيق وتحديد الهوية غير الشرعي بخصوص حوادث اللطامنة هو قرار مسيس بامتياز، يهدف إلى إلصاق تهمة استخدام أسلحة كيميائية بسورية وتبرئة الإرهابيين ورعاتهم والتغطية على جرائمهم”.
وحذر الجعفري من تبني مجلس الأمن لمشروع قرار فرنسي، كانت فرنسا قد طرحته في أبريل/ نيسان الماضي نيابة عن 46 دولة، ينص على تعليق حقوق وامتيازات النظام في منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لعدم وفاء النظام بمهلة الـ 90 يوماً التي منحتها المنظمة له من أجل توضيح تفاصيل حول هجوم السارين على مدينة اللطامنة، وهو الهجوم الذي واجه النظام اتهاماً رسمياً بالمسؤولية عنه.
واعتبر مندوب النظام أن تبني المشروع الفرنسي سيجعل منظمة حظر الكيماوي “أداة بيد الدول المعادية لسورية”.
روسيا تدخل السجال.. وغياب الثقة الأممية
دخلت روسيا، حليفة النظام، خط المواجهات خلال جلسة مجلس الأمن عبر تقنية الفيديو، أمس الثلاثاء، حيث اتهم نائب المندوب الروسي لدى المجلس، ديمتري بوليانسكي، الفريق الأممي المعني بالتحقيق بهجمات كيماوية في سورية بـ “التزوير والتلاعب بالنتائج”.
وأضاف أن المحققين “عديمو الضمير” وأن المنظمة “مريضة بالتسييس للغاية”، مشيراً أن الدول الغربية تمسك بورقة الكيماوي في سورية وتلعب بها من أجل الضغط على نظام الأسد وتحصيل مكاسب، على حد تعبيره.
إلا أن الممثلة السامية لشؤون نزع السلاح في مجلس الأمن، إيزومي ناكاميتسو، قالت خلال إفادة لها إن المجتمع الدولي لا يمكنه حتى اليوم أن يكون على ثقة بأن النظام قد دمر مخزونه الكيماوي بشكل كامل.
وأضافت أن النظام “لم يقدم حتى الآن تفسيرات أو معلومات تقنية كافية من شأنها أن تسمح للأمانة الفنية بإغلاق القضية المتعلقة بالعثور على مادة كيماوية في العنبر 2، تم اكتشافها في مرافق برزة خلال الجولة الثالثة من عمليات التفتيش التي أجريت في 2018”.
ومن المقرر أن تقدم الممثلة الأممية إحاطة حول الجولة السابعة التي أجراها الفريق على مركز البحوث في جمرايا ومرافق برزة، مؤخراً، حسبما قالت، وأشارت إلى أن فريق التقييم يعمل على توضيح جميع القضايا العالقة مع النظام حول نشاطاته الكيماوية، مضيفةً أن هناك 19 قضية لا تزال عالقة.
ويتهم الغرب نظام الأسد بالمسؤولية عن معظم الهجمات الكيماوية في سورية، إلا أن النظام ينكر ذلك بقوله إنه سلم مخزونه الكيماوي بالكامل بعد انضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية عام 2013.